محمد الحفري ومدين رحال في  “ليلة أخيرة”

الوحدة 7-11-2022

على مسرح دار الأسد باللاذقية، وبرعاية وزارةالثقافة أقامت مديرية الثقافة باللاذقية مع اتحاد الكتاب العرب فرع اللاذقية حفل تكريم للفنان الراحل نضال سيجري بحضور شخصيات رسمية وفنية وشعبية، وبعد تكريم الراحل سيجري، وعرض سيرة حياته في مقتطفات سينمائية وأدبية وإنسانية للراحل وللأصدقاء الذين تواجدوا يوم التكريم بالحديث عنه وعن أخلاقه وإنسانيته وإبداعه، تُوِّج الحفل بعرض منودوراما مسرحية بعنوان”ليلة أخيرة”،  تأليف وإخراج (محمد الحفري)، قام بالأداء التمثيلي (مدين رحال), وهي حكاية رجل يعمل في بيع الكتب المستعملة والجرائد على الرصيف، تملؤه الانكسارات ومتزوج من أربع نساء, هو رجل عقيم له مع كل زوجة قصة وحكاية، كل زوجة حاولت الهرب منه والانفصال عنه لصعوبة العيش مع هذا الرجل السكير والشكوك والضعيف والمتذاكي بخبث في أحيان كثيرة، حول تناقضات الشخصية ومقولة العرض كان لنا هذه اللقاءات:

*مدين رحال:” بالنسبة لتكريم الفنان العظيم الراحل نضال سيجري، ارتأينا أن يكون هذا العرض تكريماً له، فهو ممثل وفنان مسرحي كبير قبل أن يدخل إلى الدراما وهو ابن اللاذقية، وصالة العرض باسمه، هو يستحق منا كل الوفاء لأنه كان وفياً لفنه ولجمهوره.  العرض عمل مسرحي، هو مونودراما وهي كلمة يونانية وتعني الممثل الواحد، العرض هو الخامس لنا،  قُدم العرض في عدد من المحافظات السورية، واليوم في محافظة اللاذقية، وقصة العرض المسرحي هذا تحكي قصة عباس وهو رجل خمسيني،  يهرول راكضاً إلى منزله هارباً من القصف، ويحدث زوجته الرابعة خديجة عن زوجاته السابقات، كيف كنَّ يهربن منه واحدة تلو الأخرى، هو رجل عقيم يتهم زوجاته بالعقم،  يمتلك المال ولا يقرّ به، يحمل جميع التناقضات التي تحملها النفس البشرية، هو الكريم والبخيل، اللئيم والطيب هو شخص متناقض من شدة ما عانى من قسوة الحياة وبدوره هو يقسو على زوجاته وهكذا، أما بالنسبة لدوري وانسجامي مع الست شخصيات (عباس وزوجاته الأربعة والقاضي)، لم يكن بالأمر السهل والانتقال بالحركات والإيماءات والصوت، بعد هذه العروض صرت أتأثر جداً بالشخصية والانتقال في تلوناتها، أنا أقدم الشعر من سنوات على المنابر. فأنا شاعر قبل أن أكون ممثلاً، هذا ساعدني في أداء الشخصيات وإيصال رسائلها، المسرحية تحمل جوانب إنسانية كثيرة، منها العدوان الذي استهدف بلدنا، وظلم المرأة والقهر الذي يعيشه هذا الرجل مع جملة التناقضات بداخله وما يحيط به.

 

* محمد الحفري مؤلف العمل ومخرجه، قال :” هذا العمل يجمع بين تناقضات الحياة وتأثيراتها المختلفة، وخاصة تأثير الحرب على الكل، يبدأ العرض بهروب عباس من القصف إلى بيته خائفاً، هذه الشخصية (عباس) شخصية لعوبة خبيثة وطيبة، بخيلة وكريمة، فالمونودراما تعمل على هذه التركيبات المزدوجة، وهذا الرجل عقيم يرمي التهمة على زوجاته اللواتي يهربن منه لأنه عقيم، وفي قراءة أيضاً للشخصيات المتواجدة في العرض، وهو المرأة غير السعيدة التي تحاول الهرب والخلاص من هذا الرجل العقيم، هي تبحث عن الولادة والولد وأعني هنا المرأة الحياة الجديدة، فالفكر يجب أن يولد ويتوالد، العرض يبدأ بالقصف وينتهي بالقصف، فالحرب لها نتائجها الكارثية على الجميع، فهذا الرجل يدعي الظلم، وأن كل زوجة له تسرق أمواله وتهرب منه حتى حاول أن يقتل زوجته الأخيرة، لكنه في اللحظة الأخيرة تراجع عن ذلك، ليُحكّم عقله وجانبه الإنساني الكبير. الحرب تستهدف الجميع ببشاعتها، لذلك أردت القول أيضاً:إن الحب هو الحلّ دائماً، وهو ما طرحه الراحل نضال سيجري رحمه الله، قد كان مختلفاً بكل شيء بأدائه وتمثيله وإنسانيته أيضاً”.

لروح الراحل نضال سيجري كل السلام والتحية.

 

سلمى حلوم

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار