افتتاح مركز ثقافي في سجن اللاذقية المركزي

الوحدة : 4-11-2022

تحت شعار ” السجون معاهد إصلاح وتأهيل “، وبالتعاون بين وزارتي الثقافة والداخلية، تم اليوم افتتاح المركز الثقافي في سجن اللاذقية المركزي بالبصة، بحضور كل من اللواء رمضان رمضان رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية، و محافظ اللاذقية المهندس عامر إسماعيل هلال، والمهندس هيثم إسماعيل، أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في اللاذقية، والمهندسة سلام الشوا ممثلة وزيرة الثقافة.

بداية الافتتاح كانت بكلمة وزارة الداخلية التي ألقاها اللواء عبدو كرم قائد الشرطة في اللاذقية، قال فيها:

تنعكس حضارة المجتمعات بكيفية تعاملها مع الأفراد الأقل حظاً بالمجتمع، نحن الآن بمكان يضم الكثير منهم ونحن موجودون لأجلهم، تسعى إدارة السجون على إبقاء جسر التواصل بين السجين والمجتمع والتواصل له عدة أشكال مثل ” أنشطة، فعاليات، زيارات، اتصال، تعليم، لقاءات أسرية وغيرها “، وهذا المركز الثقافي، يساهم بعودة السجين إلى مجتمعه سليماً معافى مفيداً لأسرته ووطنه.

الاتفاقية وقعت بين وزارتي الداخلية والثقافة بدأت بمركز ثقافي في سجن عدرا ونجحنا، وكانت رسالة هامة وانطباعاً جيداً عن سورية بعد سنوات الحرب ونعمل على استثمارها لتعود بالفائدة على المجتمع واليوم في اللاذقية خطوة للأمام، يقال أن السجين حبيس الجسد طليق الفكر فإننا نعمل على إطلاق القوى داخل كل إنسان في السجن وحث قدراته على الإبداع والعطاء، ويجب أن يمنح السجناء مثل من يحصل على شهادة ميزات إضافية وفي الداخلية نتابع تحصيلهم العلمي ونوفر المستلزمات لتمكينهم بالتعاون مع التربية انطلاقاً من أهمية العلم وتشجيع السجناء على التعليم و الثقافة أقترح أن يحصل كل نزيل حصل على شهادة علمية كالإجازة الجامعية مثلاً أو ثقف نفسه بقراءة كتاب أن يحصل على ميزات منها حسم أيام عدة من محكوميته وغيرها، ويتم حالياً تحضير البنى التحتية لافتتاح جامعة افتراضية في سجن اللاذقية أسوة بالجامعة الافتراضية في سجن دمشق المركزي.

كما ألقت كلمة وزارة الثقافة المهندسة سلام الشوا معاون وزير الثقافة، فقالت: بناء الأوطان يبدأ من بناء الإنسان، الذي كان، ولايزال وسيبقى، هدفنا في كل ما نقدمه بوزارة الثقافة، والثقافة لاحدود لها ولامكان ولا زمان، هي غذاء الروح بأبجديتها لغات الإنسانية ومكونها الجوهر الحضاري، ثقافتنا هويتنا . نحن هنا باللاذقية حيث حكايات التاريخ لاتنتهي وحكايا المجد لاحدود لها. بدأت الحكاية بدمشق التقت إرادتنا مع شركائنا في وزارة الداخلية وكان النتاج اتفاقية تعاون وهو مشروع متكامل وتتوج الجهد بافتتاح المركز الثقافي في سجن اللاذقية المركزي وهو يأتي ضمن سلسلة على مستوى سورية لبناء جسر تواصل بين النزلاء والخارج من فن وعلم ومعرفة وموسيقا، والجهد يعادل الهدف وانطلق المشروع من دمشق لحمص وطرطوس وحماه والسويداء والآن اللاذقية.

المشروع ثمرة تعاون وجهد مشترك حيث عقدت الاجتماعات وأينعت قطافاً.

فأقيمت لنزلاء السجون فعاليات متنوعة تضمنت محاضرات وندوات وحوارات وعروضاً سينمائية ومسرحية ودورات تعليمية. ورفدت مكتبات السجون بمئات الإصدارات وكان لدورات محو الأمية أثراً هاماً.

اليوم باسم وزيرة الثقافة نعلن افتتاح المركز الثقافي لسجن اللاذقية ولن نألو جهداً بمساعدة الداخلية بالتوسع بالمشروع وإقامة الأنشطة تتويجاً للاتفاقية المبرمة بين الوزارتين الداخلية والثقافة.

الشكر لكل من ساهم بإنجاز هذه الخطوة في القيادة السياسية والإدارية باللاذقية واللواء عبدو كرم الذي شهد انطلاق الخطوة الأولى في سجن دمشق.

ثم قدم نزلاء السجن للحضور عروضاً مسرحية “اسكتشات وأغان منوعة” وقدمت شهادات تكريمية.

و توجه الحضور لافتتاح معرض النزلاء وزيارة ورشات العمل .

وعلى هامش الافتتاح، أكد مدير المركز الثقافي في اللاذقية مجد صارم أن الافتتاح يعد تجربة رائدة لها نتائج عظيمة في كافة المحافظات واليوم في محافظة اللاذقية والهدف الأساسي منها هو إعادة دمج النزلاء مع مجتمعهم وإثبات قدرتهم على العطاء مرة أخرى عبر اكتشاف مواهبهم المسرحية والموسيقية، وتم تقديم مجموعة كبيرة من الكتب للقراءة وكتب تعليم الخط العربي والرسم.

بدورها فاتن سلهب، المشرفة على العمل المتكامل في السجون السورية قالت:

هذا المركز الثقافي بسجن اللاذقية هو السادس في السجون بسورية، ويشكل صلة وصل بين السجناء والعالم الخارجي، يقدم من خلاله أنشطة متعددة هامة لتملأ وقتهم وتعود عليهم بمردود مادي وتطور معارفهم.

أما نهلة الجهني الباحثة الاجتماعية بالسجن المدني، قالت : للمركز الثقافي في السجن تأثير إيجابي يخرج لدى السجناء الطاقة الإيجابية وتنمي بذرة الخير لديهم، هي خطوة جيدة ونطالب بالجامعة الافتراضية بالسجن أسوة بدمشق.

وقال محمد حسن أعرج المشرف على ورشة الخياطة في السجن : أن ١٨ سجيناً يعملون في ورشتي التفصيل والخياطة، حيث يتم تدريب من ليس لديه خبرة مسبقاً وتزويدهم بأساسيات ومبادئ الخياطة وصقل مهارات من لديه خبرة، مشيراً إلى أن السجناء يعملون بهمة ونشاط حيث يتم تفصيل البدلات العسكرية لرجال الشرطة كما أنه يتم تأمين كافة الأدوات ومستلزمات الخياطة من قبل إدارة السجن.

ووجه عدد من السجناء شكرهم لإدارة السجن ولجميع القائمين على تدريبهم ومنهم السجين جنيد جنيد الذي يعمل بالخياطة منذ دخوله السجن، مؤكداً أن هذا العمل صقل مهارته بالخياطة وامتلك مجال الإبداع إضافة للمردود المادي.

وأضاف السجين أسامة هيثم نجار الذي يعمل في صناعة التحف الخشبية أن العمل يملأ وقت فراغه وصقل موهبته وكذلك يحقق له ربحاً مادياً مناسباً داخل السجن.

 

صباح قدسي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار