الوحدة : 4-11-2022
أقام قصر الثقافة في بانياس محاضرة بعنوان ” الأرصاد الجوية علمها أهميتها الطقس” ألقاها رئيس مركز تنبؤ طرطوس الأستاذ عهد اسمندر قال فيها:
لابد من إضاءة تاريخية على مفهوم الأرصاد الجوية منذ وجود الإنسان على هذه الأرض مروراً باختراع أدوات قياس الأرصاد الجوية والتجهيزات، حيث كانت أول نقطة مضيئة في عصر الفيلسوف اليوناني أرسطو عندما ألف رسالة علم طبقات السماء لتتوالى بعد ذلك الاختراعات والاكتشافات، حيث قام العالم النرويجي عام 1917 وبعد الحرب العالمية الأولى بتفسير آلية تشكل المنخفضات الجوية وحركتها اعتباراً من الجبهة القطبية وأطلق التسمية على المنخفض الجوي والجبهة الحارة والجبهة الباردة.
وتوالت الاكتشافات حتى عام 1950 حيث تم تشكيل مايسمى بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية وهي وكالة متخصصة تعنى بموضوع الطقس والمناخ الناطقة باسم الأمم المتحدة.
وفي عام 1960 كان هناك تجهيزات حديثة منها الراديو سونت وهو عبارة عن جهاز سبر طبقات الجو العليا، بالإضافة إلى الرادار والصواريخ، وتم إطلاق أول قمر صناعي عام 1960.
ومن هنا بدأت الأرصاد الجوية بالاتجاه بالمسار الصحيح بما يخص الرصد والتنبؤ.
وفيما يخص الطقس والمناخ قال اسمندر:
هناك مقولة طريفة ” إذا لم يعجبك طقس مكان ما فاصبر قليلاً سيتغير خلال ساعات أو أيام، أما إذا لم يعجبك مناخ منطقة فغادر لأن من صفة المناخ الثبات ومن صفة الطقس التغير” .
وأشار إلى أن التغيرات المناخية مؤسفة ومؤلمة، والسبب الأساسي هو النشاط البشري حيث أن غازات الاحتباس الحراري تمتص الأشعة الصادرة من الأرض و يتم الاحتفاظ بها مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، وهناك بعض النظريات التي تقول أن سبب هذه التغيرات هو نشاط الشمس ولكن جميع المراصد الخاصة بالأرصاد الجوية لمدة ثلاثين عاماً تؤكد أن الشمس بريئة من هذا.
وأكد أنه علينا التكيف لأن التغير واقع ويجب أن يقوم أصحاب القرار باتخاذ تدابير تتكيف مع الحالة، وعلى سبيل المثال ماحصل الأسبوع الماضي في دمشق في نفق الأمويين، كما أن التغيرات المناخية طويلة الأمد وبدأنا نشعر بذلك في سورية في الأعوام القليلة الماضية فخلال الصيف حدث ما يسمى تنين في اللاذقية ليلاً وتجاوزت سرعة الرياح خلاله 130 كم/سا ولمدة 17 دقيقة ولو حدثت نهاراً وفي وقت الذروة لتسببت بوجود ضحايا وتعد هذه الحالة الأولى التي تسجل في المنطقة الساحلية من حيث سرعة الرياح.
أما من حيث الشواهق المائية أو التنين البحري فهي تحدث سنوياً من 3 – 6 مرات بشكل عام وتكون الأضرار عادة مقبولة وأحياناً كارثية.
وانتقل إلى الحديث عن آلية التنبؤ قائلاً:
الأرصاد الجوية لاتعرف الحدود الوطنية فكل ست ساعات يتوجه جيش من الأرصاد الجوية إلى أكثر من عشرة آلاف محطة برية موجودة على امتداد الكرة الأرضية لقياس عناصر الطقس لتوضع على شكل أرقام شيفرية متفق عليها عالمياً وترسل إلى مراكز تجميع عالمية برعاية المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، ومن ثم تقوم بتوزيعها عبر مواقع خاصة بها إلى جميع البلاد وعندما تصل المعلومات إلى المراكز بكل الدول يقوم الراصد بعملية نقل هذه الشيفرة إلى قيم أخرى وتوقيعها على خرائط كبيرة نسبياً تشمل المنطقة أو الإقليم الذي ينتمي إليه البلد ومن ثم يأتي دور المتنبئ الجوي الذي يقوم بتحليل هذه المعلومات ورسمها فتظهر معه مناطق مرتفعة للضغط وأخرى منخفضة للضغط والجبهات الحارة والباردة ومن ثم نتيجة الخبرة وعلوم خاصة بموضوع الطقس والمناخ يقوم بعملية تحريك هذه المنخفضات والتنبؤ ماذا سيحدث بعد يوم أو يومين أو ثلاثة أيام.
مع العلم كل يوم يتم توقيع المعلومات أربع مرات وبالتالي لأربع مرات يتم تحليل معلومات الطقس والأرصاد الجوية وهنا يوجد تشابك كبير على مستوى العالم طبعاً باستخدام الحاسبات والنماذج العددية.
ونوه أن سبب عدم صدق بعض التنبؤات هو أن الأرصاد الجوية تتعامل مع الهواء وهذا الهواء غير مثالي ولكننا نضعه تحت صفة الغاز المثالي حتى نستطيع أن نحكمه بقوانين فيزيائية وعلاقات رياضية وهو في الحقيقة لا يحكم، لذلك لابد مو وجود أخطاء وتوجد هذه الأخطاء في الفصول الانتقالية.
رنا ياسين غانم