الوحدة: 1- 11- 2022
أقام فرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية ظهرية أدبية شارك فيها كل من الأديبين د. فارس حاج جمعة ود. أحمد الخطيب وذلك في صالة الأنشطة بمقر الاتحاد… الوحدة حضرت هذا النشاط الهام والمتميز الذي قدمته الأديبة أمل حورية. والبداية كانت مع الروائي د. فارس حاج جمعة وهو طبيب أسنان عضو اتحاد الكتاب العرب، له ثلاث روايات منشورة هم على التوالي: (على لائحة الانتظار) حائزة على جائزة الإبداع الأدبي من دار الفكر دمشق ودار الفكر المعاصر بيروت، (ذاكرة في المرآة) صادرة عن دار الوطنية الجديدة، (أوراق رجل حر) عن دار الوطنية الجديدة وله مجموعة من القصص القصيرة والمقالات المنشورة في الصحف والمجلات المحلية والعربية، وقد تمثلت مشاركته في هذه الظهرية من خلال مقطع من روايته (ذاكرة في المرآة) تميز باللغة التصويرية المجازية واللغة المرمّزة ،وهذا المقطع يجسّد انطباعات وانعكاسات تأملية فلسفية من واقع الحياة.
المشاركة الثانية للأديب الدكتور أحمد مبارك الخطيب مدرّس سابق في جامعة تشرين أستاذ مساعد في جامعة جازان، له كتابان مطبوعان هما: الانزياح الشعري عند المتنبي، الإنشاء والغناء في الشعر الجاهلي، لديه أبحاث ودراسات عديدة منشورة في مجلات عديدة سورية وعربية ويعمل حالياً محامياً في قصر العدل باللاذقية وألقى في هذا النشاط محاضرة عن : (المتنبي – رحلة العذاب والغربة في مصر) أشار في بدايتها إلى قرار المتنبي الشجاع بمغادرة حلب سراً، حيث قال بهذا الخصوص: غادر المتنبي حلب مرغماً وقد أملى عليه اعتداده بكبريائه أن يغادرها، هذه الكبرياء التي لم تكن ادعاء فارغاً، بل كانت تمتلك رصيداً كبيراً يقوم على كتلة كبيرة من المبادئ والمواقف وشعره المتفرد، وقد اتخذ المتنبي قراره بشجاعة، فغادر حلب سراً، وكان يعرف أن الخيارات البديلة لحلب المتاحة أمامه ضيقة، كانت تتقاسمه شجون حادة، ويعيش حالة من الأسى والمرارة أتته من صديقه الأثير سيف الدولة، وربما لم يكن المتنبي سعيداً بتوجهه نحو مصر تحت حكم كافور الذي يمثل الصورة المناقضة لصورة سيف الدولة القائد العربي الكبير، الذي ملأ على المتنبي كل ما يحلم به من الكرم والشجاعة والعروبة التي تقف في وجه الروم لتحفظ حدود الدولة العربية، وأردف الخطيب قائلاً: وسط هذه المشاعر التي تلاطمت أمواجها في نفسه اتجه إلى مصر ولم يكن ذلك مريحاً لسيف الدولة، في حين أن أبا الطيّب كان يعد ذلك نكاية به وانتقاماً منه على طريقته وبدون شك فإن سيف الدولة بدأ يشعر بالندم لأن هناك قصائد مديح ستتوجه إلى غيره و لأنه خسر أبا الطيب، ربما إلى الأبد ومن اللافت أنه بعد مغادرة المتنبي حلب كانت أحوال سيف الدولة تتردى وتتلقى ضربات واحدة وراء الأخرى، وقد راسل كافور أبا الطيب وهو في دمشق ودعاه إلى مصر ووعده بإمارة وهو الحلم الذي كان يراود المتنبي منذ بداية حياته، فلما ورد مصر أخلى له كافور داراً، وخلع عليه وحمل إليه آلافاً من الدراهم لكن أبا الطيب لم يمدح كافور مباشرة وإنما بعد عدة أيام , وبعد أن طالبه كافور بذلك فقال قصيدته التي عبر فيها بمرارة وحزن شديدين على الحال الذي صار إليها ومطلعها:
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا وحسب المنايا أن يكن أمانيا
تمنيتها لما تمنيت أن ترى صديقا فأعيا أو عدواً مداجيا
وتابع المحاضر: ما أمرّ هذا الإحساس الذي يتمنى فيه الموت على ما وصل إليه وراح عتاب أبي الطيب لسيف الدولة يتدفق كمجرى نهر يفيض من شدة السيل يعاتب ولا يشبع من العتاب.
من جهة أخرى قدّم د. الخطيب مقارنة بين قصائد المدح لكل من كافور وسيف الدولة من خلال بعض الأبيات.
ندى كمال سلوم