الوحدة : 31-10-2022
هل تعلمون أن اللاذقية كمدينة وشاطئ كانت حتى ثمانينيات القرن الماضي واحدة من أهم المناطق السياحية على الشاطئ الشرقي للمتوسط إن لم تكن أكثر؟…
وهل تعلمون أن المنشآت التي أقيمت حينها كانت تنافس منشآت الدول المجاورة من حيث حسن الاستقبال والتعامل وجودة الخدمة، وتميز الطعام الذي استقطب الذواقة من سورية وخارجها، وأيضا منشآت المبيت على محدوديتها؟…
وقد برزت أسماء كثيرة في هذا الميدان لازال الكثير يتذكرون ذلك، والسبب يعود إلى التخصص بهذه الخدمات الراقية التي سجلت أسماءهم وخدماتهم بأحرف كبيرة على صعيد الجذب السياحي…نعم كل ذلك حصل، ويومها لم تكن هناك وزارة للسياحة ولا قرارات ولا تعليمات تخرج من المكاتب.
هنا نعود لنذكّر بالتعليمات والقرارات التي اتخذت،وللأسف تسببت بتراجع النشاط السياحي في مدينة اللاذقية (جوهرة الساحل السوري).
للتذكير ..حتى ثمانينيات القرن الماضي كان هناك نقل بحري للركاب مابين اللاذقية وقبرص واليونان، وكانت اللاذقية بأسواقها وشاطئها تستقبل الأفواج السياحية من صبيحة يوم الأحد من كل أسبوع إلى المساء، حيث تعود الباخرة ممتلئة بالسياح والمسافرين، و خلال عشر ساعات يتسوق القادمون ويأكلون ويأخذون معهم ذكرياتهم خلال العطلة الأسبوعية.
نعم كان هناك نشاط سياحي ناجح يديره قطاع خاص ومتخصص،استقطب الكثير من جنسيات أوروبية، إضافة للعربية، وكان هناك لبنانيون وعرب، وطبعاً لاتعمر البلدان وتنجح إلا بحضور أبنائها، والسوريون كانوا السادة برقيهم وذوقهم وعشقهم للحياة.
وزارة السياحة اليوم مختلفة بأدائها الذي انتقل من المكاتب إلى أرض الواقع، لتعيد للسياحة السورية ألقها عبر إجراءات العمل الميداني بتذليل الصعاب وعلى ضوء من الحاجة إلى النجاح الذي يحرك رتابة العمل إلى وقائع.
طبعا قولنا هنا ليس وساماً، وإنما هو توصيفاً للعمل الذي لايجب بأي حال من الأحوال أن يكون أقل من ذلك..أليس المطلوب من كل وزارة ووزير النجاح في عملهم؟.
لذلك نقول:
وزارة السياحة وكل الوزارات مجبرة على النهوض بمسؤولياتها، وإن فعلت ذلك فهو دور وواجب، وهنا أيضاً يبرز دور الإدارة في العمل الناجح.
نعم قصرنا أو تراجعنا في الاستثمار السياحي وتحديداً على الشاطئ السوري، ومن يريد أن نقول الكلمة المنصفة نقولها:
السياحة نشاط رأس مال فردي تهتم فيه الوزارة المعنية تسويقاً وتسهيلات، لأن هذا القطاع عوائده كبيرة جداً، فهو يستوعب طاقات عمل كبيرة ويحرك النشاط في كل الميادين ويؤمن دخلاً للحكومة، وبرأينا، إن الأهم هو السمعة والمساحة التي نستطيع فرضها على الخارطة السياحة إقليمياً ودولياً، مع الإشارة إلى أن النجاح في هذا القطاع سينعكس نجاحاً على قطاعات أخرى.
وهنا لابد من العودة إلى قرارات الاستملاك السياحي وأهمية تفعيلها من أجل سياحة نموذجية.
نعم استملكنا لكنا لم نيسر الاستثمار وهذه حقيقة الوزارة الحالية، أن تأخذ على عاتقها تحريك هذا القطاع كي يكون شريك تنمية.
هل تعلمون أن الكثير من العقارات التي استملكت تعرضت للاعتداء والإشغال والتشويه الذي شوه السياحة السورية وهذا أضرنا جميعاً؟؟.
و بالعودة إلى موقع جول جمال واستثماره، هل تعلمون أن هذا المشروع الذي تم توقيع عقد استثماره هو جزء من الجهة الشرقية لخليج كبير يمتد من رأس ابن هاني ويتجه شرقاً إلى الميرديان سابقاً ومابعده ،ثم يتجه جنوباً على امتداد كيلو مترات،ومن ثم غرباً إلى مقام الخضر( عليه السلام). ليتشكل هذا الخليج الأجمل على شاطىء المتوسط، والذي يستوعب عديد المنشآت السياحية في هذه البقعة الجميلة وبلا شك فإن استثمار جول جمال سيفتح الباب واسعاً أمام مستثمرين آخرين،وما قيل من كلام حول الأمر، واعتبار أن الاستثمار في غير وقته وهناك أولويات !. نقول:
إن المشروع لن يكلف الدولة عموماً أو لنقل وزارة السياحة بالتحديد ليرة واحدة فهو تمويل من الجهة المستثمرة وفق عقد بين الطرفين عائد الاستثمار ومدته وبنهايتها تعود الملكية للسياحة.
*المزايا التي سيقدمها المشروع:
تعتبر روسيا الصديقة من كبار الدول المصدرة للسياحة ومن يريد أن يتأكد عليه البحث عن الإشغال السياحي الروسي في النقاط السياحية في المنطقة (مصر . دبي. تركيا).
وعندما يكون لدينا منشآتنا السياحية المنافسة ستكون سورية قبلة للروس وهذا عائد إلى طبيعة العلاقات التي تربط البلدين الصديقين بمعنى أن البيئة السورية مرغوبة للأصدقاء الروس وهذا مايؤهلها لأن تكون قبلة سياحتهم.
-الاستثمار سيعود علينا بالقطع الأجنبي وهذا أمر تبحث عنه كل الدول.
-هذا المشروع ستليه مشاريع أخرى حتماً..
-هذا المشروع سيرفع من سوية تصنيف سورية كمحطة جذب سياحي على المستوى الإقليمي والعالمي.
-هذا المشروع وكما ذكرنا آنفاً ستليه مشاريع وعلى امتداد الساحة السورية أو سينعكس على إشغال المنشآت السياحية على امتداد الأرض السورية…و للحديث تتمة.
علي الشيباني