الوحدة : 30-10-2022
عاصفة ال gbs التي شغلت الناس لأيام في طرطوس، واعتراض السائقين على دفع مبلغ اعتبروه كبيراً قياساً بعملهم، وقلة أجرة الراكب، وغلاء المواد، وقطع الغيار للسيارات المستهلكة أصلاً.
عاصفة انطفأت كما تنطفئ كل عاصفة، إذ لا حياة لمن تنادي .. وأذن من طين، أو من عجين.
في شوارع طرطوس، وخلال أيام الأسبوع كافة لا تجد سرفيساً يعمل إلا القليل…
ومن يعمل يحاول أن يجعل من سيارته عبوة ” مكدوس”، خاصة وأن موسم المكدوس اليوم نشط، وفاعل.
والغريب، أن الركاب يقبلون بتحويلهم إلى باذنجان مسلوق، ومحشي، وجاهز للكبس في زجاج، وزيت .. قبل أن يصيبهم العفن.
لكن العفن انتشر، وبان المخفي الذي كان أعظم.
ففي كراج الانطلاق لن تجد واسطة نقل يوم عطلة، وصاحب الحظ السعيد قد يجد مقعداً في واسطة نقل يعمل صاحبها مرغماً لا بطلاً حيث تم إجبار بعض سائقي السرافيس على تغيير خطوطها أيام العطل، والعمل كمنقذين جبارين.
في الطريق إلى الدريكيش يوم الجمعة الفائت لم يكن في المكان إلا سيرفيس واحد، اضطر صاحبه لتغيير خطه بطلب رسمي، حيث يعمل على خط الدريكيش – حمص. ولأنه المستفيد من خدمة العمر في تعبئة المازوت المدعوم، فقد توجب عليه العمل لثلاث مرات ذهاباً وإياباً من الدريكيش إلى طرطوس، وبالعكس ليوم الجمعة فقط .. وقد امتثل للأمر، واستجاب فكان الوحيد الموجود على طول الطريق !!
وبينما تقف السرافيس مختبئة حول بيوت أصحابها، وقد باعوا المازوت المدعوم بالسعر المدعوم أيضاً، وناموا سعداء مسرورين !!
هي صورة من صور حياتنا اليوم، وقد غاب الضمير، أو رحل كما ال gbs الذي انتظرنا تطبيقه على أمل الانفراج.
سعاد سليمان