الوحدة 29-10-2022
تتميز بإطلالتها الساحرة على ريف بانياس الشمالي حيث تبدو قرى بصرمون ووادي البركة وغيرها من القرى كما النجوم في السماء تحيط بها: سُحُبُ تَركُضُ في الفَضاءِ رَكضَ الخائِفين ـــ وَالشَمسُ تَبدو خَلفَها صَفراءَ عاصِبَةَ الجَبين. كما يقول الشاعر إيليا أبو ماضي.
تتمتع بوجود أراضٍ تشبه رقعة الشطرنج في تكوينها مع وجود مدرجات ساحرة من الخضرة التي تغمرها الثلوج شتاء، بهذه الكلمات بدأ الباحث نبيل عجمية حديثه عن قريةالقصيبة، لافتاً إلى أنها قرية جبلية تابعة لناحية الدالية التابعة لمدينة جبلة بارتفاع 800 م عن سطح البحر.
وهي واحدة من أهم قرى وادي (السرامطة) وادي ” أصحاب الفصاحة” الذي يقع على امتداد حوالي عشرة كيلو مترات تابعة لمنطقة جبلة، والسرامطة اسمٌ يُطلق على من يُعلِّمون القراءة والكتابة، والمتمثلون بخطباء القرى منذ زمن بعيد جداً، ومن هنا استقى الوادي أو تجمع القرى الريفية على سفح الجبل هذه التسمية القديمة، ويشمل مجموعة قرى منها: الدالية، وادي القلع، الفويرسات، حرف الساري، السلمية، وجميعها قرى تتبع لمدينة “جبلة” محافظة “اللاذقية”.
يحد وادي “السرامطة” من الجهة الشرقية جبال منطقة “الغاب” ومن الجهة الغربية منطقة “جبلة” ومن الجهة الجنوبية جبال منطقة “بانياس”، أما من الجهة الشمالية فيحد الوادي عدة قرى منها قرى“بيت عانا و “بيت العلوني”.
وعن أهم المهن المتوارثة بالقرية قال الباحث نبيل عجمية : توارث الأبناء عن الآباء عن الأجداد صناعة السلال والأطباق وكل مستلزمات الناس أباً عن جد، وربما أخذت اسمها من قصب السنابل (قَصب الزَّرْع) وسميت القصيبة.
في بيت من بيوتاتها استقبلنا السيد أبو عاصم معلا الذي ورث المهنة عن أبيه وجده بكل الترحاب مسهباً في الشرح عن هذه الصناعة التقليدية التي كان يحتاجها كل الناس في مواسم الكروم ويوميات الحياة، وكان ابنه الفتى إلى جانبنا يتعلم المهنة عن أبيه.
كما تشتهر القصيبة ببعض الزراعات يأتي في مقدمتها التبغ والجوز والرمان والتين وتربية الدواجن وبعض المواشي.
نسيم صبح