«ركّاب الزّوارق الورقية» حالمون بلا شــواطئ في ديوان للشاعرة عبير سليمان

العدد: 9333

الأحد-14-4-2019

 

كلّما قلتَ لي أحبُّكِ تعثّرت بالزنابق المبعثرة في حديقة صوتك.. حِبرك في عين القلب كُحلٌ لا يُمحى، مثل الوشم على خدّ الغجرية ..
حين كتبتُ عنك لم أكن أحبُّكَ، كنت فقط رسولة عينيك إلى الشعر ..
هذه بضع كلماتٍ من همساتٍ باحت بها الشاعرة عبير سليمان في أمسيتها الشعرية التي ألقتها بمناسبة توقيع ديوانها (ركّاب الزوارق الورقية) الذي أقامه مشروع مدى الثقافي بالتعاون مع هيشون آرت كافيه، وسط حضور كبير من أهل الثّقافة وعشاق الفنّ التشكيلي الذين ضاق بهم المكان واتّسع لهم فضاء الشّعر وترانيمه.

بصوتها العذب الرخيم ألقت الشاعرة عبير على مسامعنا تراتيل عشقها وباحت لنا بأسرار حبّها وجالت بنا في فضاءات الشّعر الرّحبة ونثرت شذا عبيرها، ففاحت روائح الدغل والطيون في أفق القصيدة، وقدمت إجابات لتساؤلات بماذا تحلم الطيور؟ وشَدَت لحن خلّ من الذكريات، وأطلقت للغفران عنانه بعد رصاصة رحيمة صوّبتها نحو العوسج، فلم يبقَ شيءٌ إلا الرياح.. فكانت هذه مقتطفات لبعض عناوين قصائدها التي ضمتها دفّتا ديوان (ركّاب الزّوارق الورقية) الذين حدثتنا عنهم وقالـت: إنهم الحالمون الذين جاءتهم الحياة على غير مقاس أحلامهم، وحطّمت الحرب آمالهم، وتابعت: يضم الديوان عناوين متفرقة متنوعة بعضها حديث وبعضها مختارات سابقة، أبحرت الزّوارق الورقية بركّابها في رحلةٍ بلا شواطئ أو موانئ ترسو عليها، فجاء الديوان الذي ضمّ حوالي مئة وخمس وثلاثين صفحة من القطع المتوسط، صادر عن دار بعل.
وعن تقدمة الفنانة التشكيلية راميا حامد عدداً من لوحاتها لترافق الأمسية وتوقيع الديوان قالت الشاعرة عبير: التشكيلية راميا حامد فنانة مميزة جداً ولديها لمساتها الفنية الخاصة بها، وتكرّمت بتزيين أمسيتي بلوحاتها الجميلة هذه التي تقاطعت الأنثى في كل تفاصيلها، ربّما لأنها وجدت ما يشبهني، والتقطت الخيوط الخفيّة بين فنّها وأشعاري.

– لمى القيّم – مديرة مشروع مدى الثقافي التطوعي في اللاذقية: حرصنا على تبنّي توقيع ديوان الشاعرة عبير سليمان الرابع بالتعاون مع هيشون آرت كافيه، في إطار خطّتنا لإقامة عدد من الأمسيات الشعرية والمعارض الفنية وغيرهما من الفعاليات، والشاعرة عبير مهندسة وأمّ، مشاركة في مهرجانات محلية وعربية، تكتب في عدد من الصحف والمجلات والمواقع العربية، أردنا تسليط الضوء على هذه المرأة القادرة على أن تكون كلّ شيء في وقت واحد، وترافق توقيع الديوان مع معرض مصغّر لعدد من لوحات التشكيلية راميا حامد في لفتة أنثوية أردنا أن تكون خاصة بالنساء فقط.
وفي الآتي نقدم مقتطفات من بعض الأشعار التي صدحت بها الشاعرة عبير سليمان:
خجلةٌ من رمادي الكثير، من الشّظايا التي عليّ كنسها كلّ يوم.. خجلةُ منّي .. من محاولات ترميمي .. من الله، كلما شرحت له أن خيوط الأمل تهتكت وأنّ جلدي اهترأ وأنا أرتّقه بها..
وفي مقطع آخر تقول: ثمّة مليار رجل في العالم، ملايين منهم وسيمون، ملايين أقلّ: طيبون
أقلّ: شجعان، أقلّ: أذكياء، أقلّ: عشّاق
أقلّ: يقرأون الشّعر، أقلّ: يكتبونه، أقلّ: تصدق ما يقولون، أقلّ: يصغون إلينا، وثمّة أنت واحد فقط يعادل الجميع لهذا أحبّك.

ريم جبيلي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار