الوحدة27-10-2022
حمص-سانا
زار السيد الرئيس بشار الأسد صباح اليوم معمل غاز جنوب المنطقة الوسطى، وشارك العمال والفنيين إطلاق المرحلة الأولى من تشغيل الضواغط التوربينية التي تم تركيبها حديثاً في المعمل، بهدف زيادة الإنتاج بنحو 500 ألف متر مكعب من الغاز يومياً، بما ينعكس خلال الفترة المقبلة زيادةً في إنتاج محطات الكهرباء وزيادةً في الكميات المنتجة من الغاز المنزلي.
واستمع الرئيس الأسد خلال زيارته إلى المعمل برفقة رئيس مجلس الوزراء، ووزير النفط والثروة المعدنية إلى شرحٍ من مدير الشركة السورية للغاز ومدير المعمل عن وظيفة هذه الضواغط في زيادة الإنتاج وأثرها على واقع الطاقة في سورية.
وأشاد الرئيس الأسد في حديثه مع العمال والفنيين بجهودهم في إنجاز هذا العمل الوطني، ودورهم بالحفاظ على هذه المنشأة الحيوية وحمايتها خلال سنوات الحرب.
وقال الرئيس الأسد: ألف مبروك.. ألف مبروك لكم.. هذا الإنجاز.. ألف مبروك لنا كلنا كسوريين.. الذي تقومون به.. وألف مبروك لنا فيكم لأن هذا المعمل كان مستهدفاً وكان في قلب المعركة من الناحية الميدانية، وهذه المنشأة قدمت من زملائكم شهداء، وقدمت جرحى وبقوا بعد كل معركة.. معارك بكل معنى الكلمة.. معارك عسكرية.. قصف.. ومفخخات وغيرها، حيث يخرج الشباب الموجودون أو الذين قدموا حياتهم ليصلحوا ويعود المعمل للعمل ويضخ غازاً وكهرباء والغاز المنزلي وغيره.
وأضاف الرئيس الأسد: كنت أنا موجوداً في عام 2009، افتتحت نفس المنشأة وكان في ذلك الوقت المشروع مهماً وحيوياً لسورية، واليوم نعود لنفتتح نفس المشروع.. الشيء الجيد هو أننا نستطيع أن نطور ونوسع ونصلح ما دمره الإرهاب، والشيء المحزن هو أن الحرب والإرهاب يعيداننا لافتتاح نفس المشاريع مرة أخرى بدلاً من أن ننتقل إلى مشروع جديد.. وإلى مشروع جديد وهكذا.
وتابع الرئيس الأسد: حقيقة هذا نتيجة الإرهاب الذي كلنا عشناه، ونتيجة التقاء الجهل مع العمالة فيحصل الخراب في البلد.. الجهل مع العمالة يحولان الناس بدلاً من أن يكونوا بشراً إلى قطعان، والقطعان بحاجة إلى راع من الخارج يوجهها أو ربما بشكل أوضح مثل أسراب الجراد.. أسراب الجراد عندما تنقض تقضي على المحصول بساعات، تقضي على الخير.. أسراب بشرية من الجراد من لحم ودم ولكن لا يوجد فيها إنسانية ولا عقل، ولا عندها انتماء ولا وطنية ولا أخلاق، كل هذه الأشياء الإنسانية غير موجودة.. بالمقابل عندما التقى الوعي مع الوطنية نرى هذا المشهد الحضاري.. نرى البناء والإعمار.. عندما يلتقى الوعي مع الوطنية نراكم ونرى الناس الذين مثلكم الذين هم بالنسبة للبلد سند كانوا بمرحلة صعبة جداً.. سند وذخر، وقدموا صور الوطنية بأجمل وأروع صورها وتجلياتها.
وقال الرئيس الأسد: إن هذا المشروع عندما افتتحناه في عام 2009 كان يعتبر مشروعاً مهماً وحيوياً جداً للبلد في ذلك الوقت، وكان البلد مرتاحاً وكل القطاعات تسير باتجاه الأمام بشكل بيعي.. لكن في الحرب أصبح أكثر أهمية بالنسبة لنا.. للبلد بسبب الحصار طبعاً.
وأضاف الرئيس الأسد: اليوم بسبب الحرب في أوكرانيا.. الحرب بين روسيا والدول الغربية عبر الوكيل الأوكراني أصبح هذا المشروع والمشاريع المماثلة لا تقدر بثمن على الإطلاق.
وقال الرئيس الأسد: ارتفاع أسعار الغاز بشكل غير مسبوق.. ارتفاع أسعار الوقود.. ارتفاع أسعار كل شيء، الغلاء الفظيع.. هذا يعطينا رسالة أكثر من قبل، وهي بالأساس موجودة عندنا كسوريين أنه دائماً يجب أن نعتمد على أنفسنا مثلما اعتمدنا على أنفسنا في موضوع القمح في الثمانينات، وبعدها بالطاقة.. اليوم الغاز والنفط والطاقة ضروري أن تكون بأياد محلية ومهارات وطنية.
وتابع الرئيس الأسد: اليوم العالم أمام مشكلة كبيرة في هذا الموضوع، ولكن نحن رغم كل هذه المشاكل نتوسع بمشاريع جديدة ليس فقط تم إصلاح ما دمر وإنما تمت إضافة جزء جديد على هذا المعمل، وهو الشيء الذي يجعلنا نطور إنتاجنا من الغاز، وهذا الشيء الذي قمتم به أنتم سينعكس تدريجياً على المواطنين.. أولاً بالنسبة لمحطات الكهرباء.. ثانياً بالنسبة للغاز المنزلي.. وأنتم تعرفون أنه في الأولى هناك مشكلة، وبالثانية هناك مشكلة كل واحد منكم يعيشها.
وقال الرئيس الأسد: صحيح أننا نسير مراحل مراحل.. يعني أنتم اشتغلتم بموضوع الغاز وسوف ينعكس على المحطات.. تم إصلاح المرحلة الأولى من المحطة الحرارية في حلب، وهناك مراحل أخرى، والآن هناك محطات كهرباء في مناطق مختلفة تخضع لإعادة تأهيل.. وإن شاء الله خلال الأشهر القادمة وربما خلال عام يكون وضعنا أفضل من كل هذه النواحي، وهذا ينعكس ليس فقط على راحة المواطن وإنما سينعكس بالدرجة الأولى على الخدمات والاقتصاد.
وأضاف الرئيس الأسد: إن العمل الذي تقومون به يعطي صورة مهمة جداً.. وزملاؤكم في مواقع أخرى عن نماذج للنجاح في القطاع العام.. القطاع العام في سورية هو الذي كان حاملاً للاقتصاد والخدمات خلال فترة الحرب.. ولولا القطاع العام كنا في كارثة أسوأ بكثير مما نمر به اليوم.
وتابع الرئيس الأسد: لقد قدمتم صورة ناصعة لإمكانية النجاح في القطاع العام.. هذا يعني زيادة الثقة بمؤسسات القطاع العام، وعندما تزداد الثقة بمؤسسات القطاع العام تزداد الثقة بمؤسسات الدولة كلها.. هذا لا يعني لا توجد أخطاء، لكن هناك فرق بين أن نقول إن هناك خطأ ويجب أن نصلحه، وبين أن نقول نحن ليس لدينا قدرة.. حين نؤمن أنه ليس لدينا قدرة معناها مهما أصلحنا ومهما طورنا لا توجد نتيجة.. لا.. أنتم تثبتون أن هناك إمكانية وقدرة ولكن إذا كانت هناك أخطاء نصلحها، وإذا كانت هناك إمكانيات للتطوير نطورها.. ولكن هذا القطاع هو الذي يحفظ البلد.. هذا هو القطاع الوطني.. كل القطاعات وطنية “الخاص والمشترك وغيرها”، لكن القطاع العام في مرحلة الحرب، وفي مرحلة الحصار هو حقيقة الذي حمل البلد.. وهذا الأمر أصبح واضحاً للجميع.
وختم الرئيس الأسد حديثه بالقول: أنا فخور بكل واحد فيكم من دون أي مجاملة.. هي حقيقة لأن الظروف التي عملتم وقمتم بها هي ظروف على المستوى العام والمهني صعبة جداً سواء بمرحلة الإرهاب أو ما بعده، وعلى المستوى الشخصي أيضاً صعبة.. أنتم قدمتم نموذجاً لمعنى الصمود بعيداً عن الشعارات وبعيداً عن التنظير.. ومن يريد أن يأتي ويقول ماذا يعني صمود فليأت ولير كيف الناس اشتغلت.. أنتم تقولون لكل مواطن سوري إنه لا يجوز أن يدخل اليأس إلى قلبك.. قدمتم رسالة وثبتموها.. إننا نحن حقيقة قادرون على أن نعمل كل شيء.. حتى في الظروف الصعبة قادرون.. يمكن ببطء شديد.. يمكن بتعب كثير.. يمكن بثمن غال.. لكن بإمكاننا بشرط أن نكون مصممين على أننا نحقق.
وكان الرئيس الأسد قد افتتح معمل غاز جنوب المنطقة الوسطى عام 2009، إلا أن المعمل تعرض خلال سنوات الحرب على سورية إلى عدة هجمات إرهابية وتخريبية.