رقــم العــدد 9332
11 نيســــان 2019
تجدهم يسعون لسدّ الرمق وتلبية احتياجاتهم الأساسية لا أكثر, فيقبلون بأي عمل ضمن ورشات صغيرة, هم فئة من العمال يعيشون واقعاً مريراً في ظل استغلال أصحاب الورشات لحاجتهم إلى العمل فلا حقوق لهم ولا تعويضات ولا ضمان صحي، بل مهددون بالطرد في أي لحظة، وبأي مناسبة دون سابق إنذار, فأي حياة تعيشها تلك الفئة من العمال وهي تشعر بعدم الاستقرار الوظيفي والمادي والاعتراض ممنوع، أين اتحاد عمالنا من هذه الفئة والتي تمثل شريحة واسعة في مجتمعنا وخاصة في هذه الظروف الاقتصادية الخانقة وماذا قدّم لهم من دعم, من حقوق؟ هل رفع عنهم القهر والظلم ؟
* السيدة ناريمان محمد والتي تعمل في ورشة لصناعة الأحذية بقولها (شو حاجك على المرّ غير الأمرّ منه) فأنا أحمل شهادة معهد فندقي وانتظرت وظائف ومسابقات ولم يبقَ أمامي إلاّ التوجه إلى الورشات الصغيرة لأعيلَ أُسرتي في هذه الظروف الصعبة، ولكن يتملكني الخوف يومياً من الطرد، فلا حقوق لنا في هذه الورشات، ولا أشعر بيدي من طبيعة العمل في الأحذية ورواتبنا نتقاضاها أسبوعياً وحسب العمل .
* السيدة ريم مهنا تحمل شهادة الثانوية تقول: بعد أن قطعت الأمل نهائياً من الوظائف الثابتة ما كان لي إلا التوجه بطلب العمل من الورشات الصغيرة، وحالياً أعمل في ورشة خياطة لمدة تسع ساعات يومياً، راتبي أتقاضاه كل أسبوع (جمعية) ولا ضمان صحي لنا، فطبيعة العمل منهكة جداً، ولا توجد مكافآت، والذي مثلنا يجب أن يحمد الله على قبول ربّ العمل به مهما كان الأجر زهيداً، المهم أنْ يسد الرمق.
* السيدة مريم لديها ثلاثة أطفال وزوجها عاطل عن العمل بسبب وضع صحي صعب ،مما اضطرها للعمل في ورشة أحذية وهي الورشة الثانية التي تعمل بها بعد أن غاب ربّ العمل عن الورشة وذهب إلى حلب، وبالتالي نحن لا عمل لنا ولا راتب أسبوعي، وأنا بأمسّ الحاجة للعمل فتركت وانتقلت للعمل في ورشة أحذية أخرى في منطقة أخرى ونحن عشرة عمال ،إضافة لخياطين ورواتبنا حسب شغلنا ودوامنا عشر ساعات ولا ضمان صحي ولا تأمين ولا حقوق وتعطيلنا عن العمل بسبب ربّ العمل لا أحد يعوضه فهل لنا نقابة نشكو لها همنا وهل نحن محسوبون على العمال أم لا؟
× تقول السيدة امتثال علي: لا يمكننا أن نعترض على رواتبنا المتواضعة والتي هي مرتبطة بحجم عملنا فقد أحصل على 7000 ليرة سورية في الأسبوع أو على 5000 آلاف ليرة سورية حسب العمل مع دوام تسع إلى عشر ساعات وفي فترة الأعياد قد نبقى لأوقات متأخرة لأن الطلب يزداد ولا أحد يسألك عن تعبك وصحتك فهذا عملك وتتقاضى أجرك مقابله ويعلمون أننا لا نستطيع المطالبة بالأكثر ولا نستطيع أخذ يوم عطلة إلا يوم الجمعة فالإجازات ممنوعة أو مخصومة من الراتب الأسبوعي فلا يمكنني أن أسميه إلا استغلالاً لحاجتنا فمن ينصفنا؟
كثيرة هي الهموم والمتاعب في قطاع العمل الخاص وخاصة في الورش الصغيرة لما تجد فيها من استغلال لحاجة الناس للعمل رغم أجورها الزهيدة والتي قد تصل إلى عشرين ألفاً في الشهر فماذا ستؤمن لهذا العامل وأسرته في ظل ظروف معيشية متعبة للجميع, ولولا الحاجة الملحة جداً لما وافقوا على طبيعة هكذا أعمال دون ضمانات وتأمين, فقط العمل بصمت وإلاّ ضاعت فرصهم الذهبية في هذه الورش, لعلّ الجهات المعنية من نقابات عمالية تنظر بحالهم وبأوضاعهم وتأمين بعض حقوقهم والعمل بشكل جدي لو مرة واحدة وتنصف عمال هذه الشريحة.
تغريد زيود