الوحدة : 25-10-2022
للقلب أزّقةٌ وحاراتٌ، وبخطواتٍ ثلاثٍ، وعلى درجات قليلةٍ تصل لأعلى بيتٍ.
ومن لا ذكرى له، فليذهب لتلك الحاراتِ وليتزودُ، ويملأ ما يشاءُ، حيث الجمال يستوطن ويقيم.
أمَّا الأصوات التي لا تتوقف، فتتداخل كخيوطٍ موشاةٍ على ثوبٍ متجددٍ لا يبلى، وبين الحين والآخر، يتمدّد الضّوء ويعلن حضوره.
في قلبي حارةٌ منسيّةٌ لا جواب فيها ولا شبابيك، بل وجوهٌ تتنقّلُ وتحضر على الطرقات والمداخل والأسطح: ((الياسمين والعلّيق والورود)).
ثمَّة صورة تتحرك في القلب، فصاحبتها رفيقتي في الصفوف الأولى من المدرسة، وعلى مقعدٍ خشبيٍّ جعلنا منه دفتراً طفوليّاً مشتركاً.
حارة قلبي تتسع بالصّورة، فأبحثُ وأفتّشُ، وقد خرجت تلميذةُ زمانٍ من هذه الدّنيا، تسبح فوقَ الذَكريات بمهارة متسابق، فيما أنا غارقٌ في قاع العمر.
وبأسرع من التشاؤم: ينغلق زقاق القلب وهيهات يأتي عمرٌ جديدٌ، بل عالم آخر.
سمير عوض