الوحدة : 21-10-2022
شاعر يوقظ الكلمات من مضجع الفجر لتشرق حروفه في فضاء الكون، تميز بالشعر العمودي فتناغمت مشاعره وتألقت حروفه بجمالية القصيدة المدهشة، إنه الشاعر محمد الدمشقي أخذنا إلى عالمه الأدبي من خلال هذا الحوار :
– لكل ولادة بداية فكيف كانت بدايتك في عالم الأدب؟
طبعاً دخول عالم الشعر لا يأتي مصادفة بل هو موهبة فطرية، لكنها تتبلور فجأة ودون تخطيط مسبق، حين ينتابنا شجن يجعل مشاعرنا تنزف مثل النغمات فيولد الشعر من قطرات دمع حبيسة وأشواق نمت فوق حجم القلب.
لهذا فقد كان مشواري مع الأدب مرافقاً لي منذ الولادة وكانت له عدة بدايات وليس بداية واحدة.
– لديك عدة مجموعات شعرية ماذا تحدثنا عنهم وما القصيدة التي تسكنك؟
نعم لدي ست مجموعات مطبوعة ( أريج الدمع.. لا ضوء إلا بسمتك، قبل أن أتعلم النسيان ،لحن الإياب، ألحان فجر، كؤوس وجد ) ولكن للأسف مع ارتفاع أسعار الطباعة عندي حالياً ثلاث مجموعات قيد التجهيز بانتظار فرصة مناسبة لطباعتها، تلك الدواوين تمثل حوافز للشاعر ليرى شيئاً ملموساً لما أنجزه و كتبه خلال فترة معينة وتوثيقاً لرحلته باتجاه الشعر … أعتبر تلك المجموعات و الكتب التي أنجزتها هي ما سيتبقى مني يوماً ما …
القصيدة التي تسكنني حقيقة سؤال صعب فلكل قصيدة ذكرى تحبها النفس ولكن بالتأكيد هناك قصائد تمثل خطوات أساسية في مسيرتي كشاعر و هي قليلة لأنها أيقونات لا تتكرر.
– الملتقيات الثقافية ماذا قدمت أو أضافت للإبداع وهل كثرة الملتقيات دليل على ضعف المراكز الثقافية برأيك؟
أنا أسست وأدرت ملتقى حديث الياسمين منذ تسع سنوات وحقيقة هو عمل يحتاج لاحترام الذات والأدب وإلى جهد كبير وإخلاص في الهدف والغاية.
قدمت تلك الملتقيات فرصة لاكتشاف المواهب والتلاقي بين المبدعين وجعلت الشعر من أساسيات الحياة، وليس مجرد كتب منسية، و أمسيات شعرية منغلقة على الوسط الأدبي فقط. كما أنها منحتنا جواً تنافسياً أخوياً لتحدي الذات وحافزاً للكتابة والإبداع.
لكن للأسف بات الأمر فوضى عارمة، فصار كل من هبّ و دب ينشئ مجموعات وملتقيات فيسبوكية وواقعية، و هذا خلل طبعاً و عبثية و لابد من ضوابط لإيقاف هذا السيل العارم من الملتقيات التي تتسلق على الأدب و تخرب الذوق العام.
– أين المرأة في عالم الشاعر محمد وماذا تعني لك ؟
المرأة هي القصيدة بحد ذاتها،هي الغاية السامية في قصائدي والملهمة والمعنية بالقصيدة، و قد سألني أحدهم مرة لماذا عدد الشعراء أكبر من عدد الشاعرات تاريخياً، فقلت له لأن الأنثى بحد ذاتها هي القصيدة فكل ما نكتبه من قصائد حب و حنين فهو لها ومن إلهامها فهي الحبيبة والأم و الأخت والبنت … و هي الجمال الذي يجعلنا نعشق الشعر.
– ما رأيك بالنقد الأدبي وهل هناك فعلاً نقاد لتطوير العمل الإبداعي ؟
النقد له أسس قبل أن يكون فاعلاً و بناءً… يجب أن يمتلك الناقد مقومات وروح شاعر ليدخل في مجال النقد و ليس الأمر مجرد دراسات واطلاعات، فالنقد موهبة فطرية تماماً كالشعر ويتم صقلها بالاطلاع و الدراسة، و للأسف لا نجد اليوم نقداً احترافياً بقدر ما هي انطباعات وقراءات وإضاءات لا أكثر ولا أقل، ولكنها مفيدة طبعاً إن كانت تحمل بصمة مبدع وعارف وخبير وتسهم في تطوير لغة الشاعر و أسلوبه.
– قصائدك تنوعت ما بين الوجداني والغزلي والوطني ماذا كتبت عن الوطن؟
الوطن موجود في كل ما نكتبه حتى في قصائد الحب و الغزل .لأنه جزء من تكويننا ومن شجوننا كعشاق،حتى ولو لم نكتب عنه بشكل مباشر ، طبعاً لدي قصائد وطنية كثيرة يغلب عليها الحب لأننا نحتاج أن نعلم الناس ثقافة حب الوطن بكل ما فيه من هموم وجراح. وحب الوطن يقتضي أن نصرخ في وجه كل من يريد له سوءاً… أن نبكي لأجله و لأجل إنسانه إن تألم لكن بحب، يجب أن نحب الوطن في السراء والضراء و في الشدة و الرخاء..
أقول لوطني :
لا لم تمت
لم يقتلوك
ما زلت طفلاً عاشقاً
ترنو إلى فجر ضحوك
تصحو لتقهر عتمتك
وتصب في كأس المواجع بسمتك
لم تنطفئ فيك الشموع
و لم تغير نغمتك
لم يكسروك
مهما تطاول بغيهم
و استنزفوك
مهما تمدد ظلهم
أو حاصروك
– آخر مشاريعك وأعمالك المستقبلية؟
نجهز حالياً لمهرجان دوحة الشعراء الأول في دمشق بمشاركة ثلة من نجوم الملتقى وأجهز ديواني الجديد ( قصائد مؤجلة ) وطموحي ممتد ومازلت أحلم بإنجازات كبيرة قد تأتي فجأة ودون تخطيط.
هويدا محمد مصطفى