عن التذوّق الجمالي

العـــــدد 9332

الخميـــس 11 نيســــان 2019

 

ما نقرأه كثيراً في الأطروحات الفكرية، أو نلمسه، أنّ مشاهدنا أسير أميّة، بصرية تجاه التذوق الجمالي والارتقاء به.. يتضح أنه مجرد أطروحات استشراقية، هلّل لها بعض الممارسين والنقاد العرب.. إلى هذه القضية أشار الباحث والناقد الجمالي الراحل الصديق الدكتور راتب الغوثاني في معرض حديثه بخصوص ذلك: إنّ مواطننا لا شك يتمتع بفراسة هائلة، وبحساسية بصرية عالية، لكن المشكل ليس في الأطروحات أو المماحكات الاستشراقية أو الاستغرابية، المشكل الحقيقي يكمن في مسألة توظيف هذه الحساسية وهذه الفراسة واستثمارهما وتطويرهما على التلقي الجمالي المعاصر.
يمكننا القول إذ ذاك: إن مشاهدنا ليس أميّاً.. هذه الصفة أطلقها المغرضون، لكن الفرصة لم تتوفر لهذا المشاهد ليتعرف إلى المشهد الفني أو اللوحة كركن ثقافي هام من أركان الثقافة المعاصرة، ولم يتوفر لمشاهدنا فرصة اللقاء الصحيح مع اللوحة عبر ناقد ناضج.
إذا كانت اللوحة كحامل للمتداول الإبداعي هي وليدة الفكر الأوروبي، لكننا هنا عرفنا هذا الحامل لكن بأشكال مختلفة منها الآنية الفخارية، الأواني الزجاجية، أشغال الجلد والعاج والخشب والمعدن، الرسوم الجدارية والنقوش الحائطية.. إذاً كانت لنا حواملنا، لكن مشاكلنا نابعة ليست من طبيعة الحامل بل متأتية (من) وكامنة (في) التراث الإبداعي والملكات الإبداعية.
خلاصة القول: إن جمهورنا المشاهد والمتذوق للإبداع الفني، لم ينته بعد إلى أن يتذوّق أشياءه التقليدية والشعبية من فنونه بشكل كافٍ ولا على تذوق المحدث والمعاصر منه، وإن كان هناك شيء من المغالاة في ذلك، لكن هذا الرأي حقيقة في الكثير من جوانبها.

بسام نوفل هيفا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار