الوحدة: 18-10-2022
تبرز في كل موسم مشكلة تسويق مادة التفاح سواء إلى الأسواق الداخلية أو الخارجية والتي تشبه إلى حد كبير في تداعياتها تسويق الحمضيات، ولعل مشكلة هذا العام تجلت في التأخر في عملية تسويق واستجرار محصول التفاح في ريف الحفة الأمر الذي أوقع غالبية المزارعين بخسائر كبيرة خاصة إذا تمت المقارنة بين الكميات المنتجة على مستوى المنطقة والكميات المسوقة فإن الفارق الكبير ينعكس سلباً على المزارعين المنتجين الذين يعاني معظمهم من صعوبات تسويقية تتكرر كل عام خاصة أن معظمهم نتيجة هذا التأخير قاموا بتصريف معظم منتجهم من خلال التجار أو عبر شحنه إلى سوق الهال بأسعار لاتتناسب مع تكاليف الإنتاج في ظل ارتفاعها اللامحدود والذي أثر على هامش ربح المزارع، إضافة إلى أن الأسعار التي حددتها السورية للتجارة حسب الصنف والنوع لاتتناسب مع التكلفة الحقيقية للمنتج، فقد أكد عدد من المزارعين بأن الأسعار المحددة للعملية التسويقية غير منصفة ومجحفة بحق الفلاح كما أنها لاتعوضه جهده وتعبه على مدار العام.
المزارع بسيم دواي بين بأن معاناة تسويق التفاح تتكرر كل عام فمن المفروض أن تبدأ عملية التسويق مع بداية شهر أيلول لكن هذا العام بدأت بداية شهر تشرين الأول مما سبب خسارة كبيرة لغالبية المزارعين خاصة أنهم سوقوا محصولهم من خلال التجار أو ببيعه في سوق الهال، لافتاً إلى أن أسعاره في سوق الهال تراوحت بين ٧٠٠ – ١٠٠٠ ليرة وهذه الأسعار مجحفة تماماً بحق المزارع في ظل ارتفاع أسعار العبوات البلاستيكية التي تتراوح بين ٧٠٠ – ١٢٠٠ ليرة إضافة إلى أجور النقل وغيرها من أعباء إضافية يتكبدها المزارع، مطالباً بضرورة تشكيل لجان بداية كل موسم ممثلة باتحاد الفلاحين ومديرية الزراعة والرابطة الفلاحية لتقدير السعر الذي يتناسب مع التكلفة وتنصف المزارع، مبيناً بأن تكلفة الكيلو الواحد من التفاح تتراوح بين ١٠٠٠ – ١٢٠٠ ليرة وتم تحديد السعر التسويقي هذا العام بأسعار تراوحت بين ٥٠٠ – ١٢٠٠ ليرة حسب الصنف والنوع وهي بالكاد تغطي جزءاً من التكاليف التي يدفعها المزارع على محصوله خلال العام. أما المزارع فواز دواي فأشار إلى أن عملية التسويق وفرت الكثير على الفلاح في ظل تأمين كافة التسهيلات وتقديمها مجاناً من حيث تأمين العبوات والنقل مجاناً من أرض المزارع مباشرة، مشيراً إلى أن الأسعار التي حددتها السورية للتجارة منافسة لأسعار السوق وطالب بضرورة تأمين عبوات إضافية ليتسنى للمزارع تسويق أكبر كمية من إنتاجه. من جهته السيد رفيق مرقبي رئيس الرابطة الفلاحية أفاد بأن الكميات المسوقة من محصول التفاح على مستوى الرابطة خجولة قياساً بالإنتاج والجودة للعام الحالي، إذ تم تسويق ٢٦٠طناً من قرى:
بلوطة، عرامو، أبو مكة ، البلاطة، الخميلية، عين الوادي، مجدل صالح، مبيناً بأن الكميات التي تم تسويقها من أصل الإنتاج الكلي للمنطقة قليلة جداً، حيث تم تقدير إنتاج المنطقة بحدود ١٠آلاف طن للموسم الحالي، وأشار مرقبي إلى أن تأخر السورية للتجارة في استجرار مادة التفاح تسبب بخسائر كبيرة للمزارعين خاصة أن ٧٠% من الإنتاج تم تسويقه من قبل المزارع وبأسعار لاتغطي تكاليف الإنتاج، مضيفاً بأن التسعيرة التي تم وضعها من قبل المؤسسة هي ١٢٠٠ليرة للنوع الأول من الصنف الأحمر، و٩٠٠ ليرة للنوع الثاني، وتم تسعير النوع الثالث ب٦٠٠ ليرة، وتسعير النوع الأول من الصنف الأبيض ب ١١٠٠ ليرة و ٨٠٠ليرة للنوع الثاني، و ٥٠٠ ليرة للنوع الثالث، مشيراً إلى أن تكلفة الكيلو الواحد من التفاح يتجاوز ١٥٠٠ليرة في ظل ارتفاع كافة مستلزمات الإنتاج من أدوية زراعية وأسمدة وحراثة وأيدي عاملة وغيرها، مضيفاً بأن هذه الأسعار غير متناسبة مع التكلفة الحقيقية، منوهاً بضرورة اعتماد تسعيرة تناسب الفلاح قبل بدء أي محصول فمن المفروض أن يتم اعتماد تسعيرة التسويق مع بداية شهر أيلول قبل أن يبدأ المزارع بجني محصوله حتى لايقع بخسارة ولينعكس ذلك إيجاباً على الأسعار في السوق ، مبيناً بأن تأخر تسويق المحصول للموسم الحالي حتى بداية شهر تشرين الأول دفع بغالبية المزارعين إلى تصريف إنتاجهم بأسعار منخفضة لاتحقق هامش ربح ولاتعوض الفلاح جهده وتعبه على مدار العام، كما طالب بضرورة تشديد الرقابة على الأدوية الزراعية لعدم فعاليتها خاصة أن محصول التفاح حساس ويتطلب مكافحة مستمرة حيث يحتاج المزارع إلى عمليات رش عديدة للتخلص من ذبابة ثمار التفاح والحصول على منتج سليم، منوهاً بأن محصول التفاح من المحاصيل الاستراتيجية في المنطقة وتقدر المساحات المشجرة بأشجار التفاح بحدود ٧آلاف دونم.
داليا حسن