الوحدة: 18-10-2022
ربما وحدها نسبة الإشغال الفندقي يمكن ترجمتها إلى مؤشرات نشاط السياحة أو جمودها، لأن أرقام تذاكر السفر وعدد القادمين ليست بالضرورة تعني سياحة وسياحاً، وإنما قد تكون أبناء البلد المغتربين أو طلاب أو مرضى ذهبوا للعلاج وعادوا.
وإن كان المغترب يحمل ما يحمله السائح من إيجابيات ومنفعة للداخل ولكنه ليس بسائح ولا يمكن أن نعول عليه للترويج لسياح آخرين.
قبل الحديث عن نسبة الإشغال الفندقي لابد من التعريج على أسعار المبيت في الفنادق والمنتجعات السياحية.
حيث أن المنشآت ذات الأربع نجوم وما دون أسعارها مضبوطة من قبل وزارة السياحة، أما المنشآت ذات الخمس نجوم فأسعارها محررة وتخضع للعرض والطلب حسب الزبائن، ويبرر مشغلو هذه المنشآت السياحية ارتفاع أجور المبيت والخدمات لديهم بارتفاع تكاليف التشغيل، من حوامل الطاقة والمواد الأولية الداخلة في تقديم الخدمات في هذه المنشآت.
ولعل النقطة الأهم أنه لا يوجد توازن بين المنشآت الدولية والمنشآت المصنفة والشعبية لتأمين سياحة لمختلف شرائح المجتمع. وإذا ما انتقلنا إلى جانب أكثر أهمية وهو عدد الفنادق أو الغرف الفندقية في اللاذقية على سبيل المثال، نجد أنها قليلة جداً ولا تناسب مدينة يفترض أنها سياحية بامتياز، وهنا نورد بالأرقام ما هو موجود من أسرّة فندقية.
وبالترجمة يكون كل سرير يوازي سائحاً، ليتضح أنه يوجد حوالي 3 آلاف سرير فندقي من فئة خمس نجوم، وحوالي500 سرير فندقي من فئة أربع نجوم، 200 سرير فندقي تصنيف ثلاثة نجوم، 300 سرير فندقي فئة نجمتين.
وهكذا يبدو العدد ضئيلاً قياساً على شاطئ الساحل السوري الممتد على طول 163 كم و يحوي على نقاط سياحية شبيهة بالخمس نجوم عالمياً، وأقرب للنجمة الواحدة. ولعل السبب الأهم لهذه الأسعار الخيالية بالنسبة للمواطن السوري كسائح داخلي أو حتى لرواد السياحة الخارجية هي قلة العرض وندرة المنشآت، وذلك لغياب المستثمرين وهروبهم لكثرة العراقيل والروتين الذي يؤثر على الجدوى الاقتصادية للمنشأة وسيطرة وزارة النقل على الشاطئ، وتقاعس الحكومة عن إنشائها.
وللفكاهة والتذكير ، يوجد مستثمر تقدم بطلب إنشاء فندق أربع نجوم منذ ربع قرن وحتى اليوم لم يحصل على الرخصة لأسباب تتعلق بالروتين والمماطلة.
فهل هذا العدد من الأسرّة الفندقية – وفي حال وصلنا إلى نسبة إشغال مئة بالمئة – يشكل فارقاً لبلد يفترض أنه سياحي بالدرجة الأولى؟.
واذا ما غصنا في التفاصيل نجد أن التقنين الكهربائي أحد أهم أسباب تراجع السياحة رغم الخطوط الذهبية والمحاولات لتخفيف التقنين عن المنشآت السياحية قدر المستطاع.
هلال لالا