الوحدة :17-10-2022
في حروفِهِ دفءُ الحياة و عبقُ الزّهور، رقيقةٌ كالياسمين، أنيقةٌ كما ألوانُ الطّيفِ، تتناسقُ وإلى القلوبِ قبلَ الآذانِ تتسابقُ، في صُورِهِ الشّعريّةِ تَفتُّحُ الورودِ بأزرارِهِا لِتبوحَ للسّامعين بأسرارِهِا، وأمّا عنواناتُ مجموعاتِهِ الشّعريّةِ فقد كانت جوازَ السّفرِ الّذي يُسافرُ به ليسكنَ ويستقرَّ في أذهان المتابعين، الّذين للكلمة الآسرة هم عاشقون، ولسماعها مُتلهّفون، هو نعيم علي ميّا , عضو اتّحاد الكتّاب العرب
– جمعيّة الشّعر. – مرحباً بكَ ضيفاً عزيزاً وصديقاً لنا وللحياة، بدايةً، هل لنا أنْ نتحدّثَ عن الشّعرِ وأهمّيّته، وهل ما زالتْ مكانتهُ نفسها في العصور والأزمنة السّابقة؟.
بداية لا بدّ من الشّكر والاعتراف والامتنان لدور جريدتكم في مسيرتي الأدبيّة، وأمّا الشّعرُ فلا بدّ أنْ نقولَ:إن له مِنَ الأهمّيّة بمكانٍ حيثُ كان السّجلّ المدوّن لكلّ تفصيلات الحياة ما كان في البداوة منها وما كان في الحضر، ولا نبتعدُ كثيراً عن احتفال القبيلة بولادة شاعر (أقصد نبوغه)، ولا أعتقدُ أنّ الأمور تغيّرتْ وتبدّلتْ مع مرور الأيّام بل على العكس أجدُ أنّ موضوعاتِ الشّعر أصبحتْ كثيرة ومتنوّعة، والتّطوّر الّذي أصاب مَناحي الحياة أصابَ الشّعر في كلّ تفصيل ( النّوع – الغرض – الّلغة – الموضوع … إلخ). – أريدُ أنْ أعرفَ منكَ كيف تُولدُ القصيدةُ، ومتى، وهل من طقوسٍ لذا الأمر؟
*القصيدةُ كما الحُبّ، تأتي بلا موعد، كما أشعةُ الشّمس تخترق نوافذنا دون استئذان، القصيدةُ حالةٌ من الوعي اللا واعي والإدراك غير المُدرَك الّذي يعيشه الشّاعر، فيجدُ نفسَهُ أسير اً وحُرّاً بذات الوقت، هو أسير ُالحبّ والجمال، وحُرّيته في أنْ لا قيد على تعبيراته، ومن هنا فلا موعد لإطلاق القيد ولا موعد للأسر، وأمّا الطّقوس فلا أظنّ أنّ القصيدة صناعة بل هي وحيٌ وإلهام، وإنّما الصّناعة فتكون في أمور أخرى. – عَنْونتَ مجموعتيك الأخيرتين ( تُسافرين في مَدار مُقلتي – لوجهِكِ يرهجُ ضوءُ النّهار)، وهذا إشارة منكَ إلى حضور الأنثى في شعرِكَ، ماذا تقول في ذا؟
* إن الأُنثى هي الجمال المطلق وهي الجامع لأسباب الإعجاب،وهي مصدرُ السّعادة الحقيقيّة،ونبعٌ لا ينضبُ من العواطف والمشاعر الّلطيفة الهانئة , ويحضرني الآن كيف ( السّماء، النّجمة، الغيمة، الشّجرة، الحقيقة، الشّمس، الجوهرة) تخذتْ المؤنّث لها، فكلّ ما له صلة بالجمال مؤنّث، وطبيعيٌّ أنْ نكتبَ لأجل ذلك، وإنْ لم نكتبْ فنحن غير جديرين بالحياة إنْ لم نعترفْ بها. – يخطر في بالي السّؤال عن أدوات الشّاعر، ما أدواتك لكتابة الشّعر ؟ * سؤال جميل وجدّاً،أمّا أدوات الشّاعر فهي الإيمان بالحياة وحبّ هذه الحياة، والسّعي لترجمتها وما فيها , فالشّعر إعادة صياغة الجمال وليس غير . – كَثُر في الفترة الأخيرة الحديث عن الشّعر والشّعراء، ماذا تقول في واقع الشّعر اليوم ؟
* ليس الشّعر الّذي نزلتْ منزلتُهُ، بل البعض تطاولَ عليه، وأصبحتِ التّسميات والألقاب كثيرة ومجّانيّة، لكنْ هذا لا يعني أنّ الشّعر لم يعد كما كان، وظهور حالة هنا أو حالة هناك لا يؤثّر عليه،ويؤسفني قول ذا، وإنْ كان المقصود الكلام الجميل فأهلاً وسهلاً، ولكن فَلْنقُلْ إنه نثرٌ جميلٌ، ولن يجدوا مَن يعترض على ذلك حينها, وأمّا التّقييم الحقيقيّ فإنّما هو للتّاريخ. – هل بالإمكان أن تسمعنا مقطعاً شعرياً من قصيدةٍ تحبها؟ يا أنتٍ ذوّبني ضياؤكٍ فاحضنيني أرّخي بَدْءَ الولادة أطلقيني غيمةً فالحبُّ مثلُ الموتِ يأتي قبلَ مَولده فهلّا تخرجين إلى الحياة .
نور محمّد حاتم