الوحدة : 12-10-2022
بدأت معاصر الزيتون ومنذ الأول من الشهر الحالي بالعمل في منطقة الحفة وفقاً للتعليمات الصادرة بهذا الخصوص من وزارة الزراعة. ويقول محمد إبراهيم، صاحب معصرة : بأن هذا الافتتاح كان مبكراً هذا العام وذلك نتيجة لظروف الجفاف التي سادت خلال هذا الموسم وللأمراض التي لحقت بالمحصول والتي أدت إلى ضعف قطعية الزيت التي بلغ متوسطها 15% في وقت كانت تتراوح فيه هذه النسبة في المواسم السابقة ما بين 20 -22%، لافتاً إلى أنه كان من الأفضل ونتيجة للظروف التي أحاطت بالمحصول هذا الموسم افتتاح المعاصر في الـ 20 من شهر تشرين الأول الحالي معرباً عن أمله بأن يقوم أصحاب البساتين بالتأخير بالقطاف حتى بداية الشهر القادم من أجل الحصول على مردود أفضل من زيتونهم، وأن يقوموا بفصل الزيتون الأخضر من المتساقط بغية تحسين جودة زيتهم المستخرج والحصول على سعر أفضل له، إلى جانب دعوته إياهم للالتزام بتعليمات مكتب الزيتون التابع لوزارة الزراعة كونها تصدر عن جهة خبيرة وتصب دائماً في مصلحة الفلاح، وكذلك دعوته لأصحاب المعاصر بالالتزام بالتسعيرة الصادرة وعدم السعي وراء أهوائهم الشخصية واللجوء إلى المضاربة بالأسعار كون ذلك يعود بالخسارة على أصحاب المنشآت الذين دعا لإنشاء نقابة مختصة لهم من أجل تنظيم شؤونهم والسعي لتحقيق مطالبهم والدفاع عن مصالحهم. وحول الأجور التي حددت لعمل المعاصر هذا العام قال إبراهيم : بأنها ضعيفة كون مستلزمات العمل تضاعفت 5 مرات تقريباً مقارنة بالموسم الماضي في الوقت الذي بقيت هذه الأسعار على حالها علماً بأنه كان من المفترض زيادتها بنسب تتراوح ما بين 3 – 4 % على الأقل. أما عن أسعار الزيت فقال بأنها تتراوح ما بين 225 – 250 ألف ليرة متوقعاً أن يترك قرار السماح بالتصدير أثراً إيجابياً على صعيد تحسين هذه الأسعار التي قال بأنها غير عادلة مقارنة بالتكاليف العالية التي يتحملها الفلاح حيث لا يعقل أن يكون سعر كيلو زيت الزيتون معادلاً لسعر كيلو الزيت النباتي. وفيما تحولت أغلب المعاصر إلى خطوط إنتاج حديثة لا يزال إبراهيم محتفظاً بطريقة الإنتاج على البارد القديمة التي قال بأن لها الكثير من المزايا وأهمها الحفاظ على خواص الزيت المستخرج من الزيتون بدون الحرارة التي تستخدم في معاصر الطرد المركزي وعدم وجود أية كمية من الزيت في بقايا الزيتون المستخرج لافتاً إلى أن هذه الطريقة في طريقها إلى الزوال وذلك نتيجة لنقص العمالة العاملة فيها والتكاليف الكبيرة التي يتحملها صاحب المعصرة نتيجة لما تحتاجه من مستلزمات في وقت تعطي فيه وزارة التجارة الداخلية أسعاراً أقل لها مقارنة بالمعاصر الحديثة علماً بأن الطريقة التي تعمل بها هذه المعاصر لا زال يعمل فيها في الدول المعروفة بإنتاج الزيت مثل اليونان وإسبانيا وإيطاليا. ونوه إبراهيم بالخطوات التي قدمت لتسهيل عمل هذه المعاصر لاسيما بعد الاجتماع الذي عقد بين وزير الزراعة ومحافظ اللاذقية ومدير مكتب الزيتون في وزارة الزراعة وأصحاب المعاصر والذي نتج عنه تقديم نصف احتياجات المعاصر من المحروقات خلال هذا الشهر على أن يقدم النصف الآخر من تلك الكمية في شهر تشرين الثاني القادم بعد الإشارة إلى أن هذا المازوت يباع لأصحاب المعاصر بسعر التكلفة أي 2520 ليرة سورية. وحول عودة الأراضي التي احترقت أشجار الزيتون فيها في المنطقة قال إبراهيم بأن ذلك يحتاج إلى 5 -6 سنوات داعياً لإعطاء المزيد من الاهتمام لهذا المحصول ولاسيما في منطقة الحفة التي تقع ضمن شريط شرق المتوسط الممتد على عمق 14 كم حتى 21 كم من خط الساحل والذي تنتج فيه أجود أنواع الزيتون العضوية ذات المواصفات الجيدة، والتي تعد من أجود أنواع الزيوت علماً بأن هذا الشريط يمتد على سواحل سورية ولبنان وفلسطين وهو يتصف بالبعد عن الرطوبة والمناخ المعتدل والأراضي البيضاء التي تميل إلى الكلسية. مختتماً حديثه بالإشارة إلى أن دواعي الاهتمام بهذا المحصول لا تقتصر على ثمار الزيتون وزيتها فقط إنما بالفوائد الكبيرة التي نحصل عليها فيها ومنها الوقود الطبيعي الذي بات يستفاد من تفل الزيتون للحصول عليه وصناعة الصابون التي يستفاد من الزيت غير الصالح للاستخدام فيها وهي الصناعة العريقة والأصيلة في سورية التي يعود أول صابون مكتشف فيها إلى نحو 4000 سنة، مضيفاً إلى ذلك المصالح والصناعات المكملة لهذا المحصول معامل التنك والبلاستيك والكونسروة والتي تؤمن احتياجات السوق المحلية وتخلق الآلاف من فرص العمل للباحثين عن العمل في هذه السوق.
نعمان أصلان