المايسترو غزوان العبدو بجملة موجعة: ” الموسيقا الشرقية في خطر… أنقذوها ” ؟؟

الوحدة: 11-10-2022

كيف يقود (المايسترو) الفرقة الموسيقية؟ وكيف ينسق مع المطرب على المسرح؟؟ هي تساؤلات عدة وجهتها للصديق الملحن والمايسترو غزوان العبدو.

– قلت له : عندي تساؤل موسيقي مشوّش، فمثلاً، أمامنا فرقة موسيقية. ولتكنْ مثلاً الفرقة الماسية، وهي خلف العملاقة أم كلثوم. مؤلفة من: (مجموعة كبيرة من آلات الكمان – مجموعة إيقاع – قانون – غيتار – أورغ – أوكرديون – ناي – تشيلو – وآلات نفخية..) ، كيف تُدار هذه الآلات؟ من يقول للقانون اعزفْ بشكل منفرد؟ أو متى تدخل جموعُ (الكمانات) بالعزف، ثمّ تخفُت، لتعطي الدور للمغني؟ ألا تحتاج هذه الآلات، بمجموعها المتنوع، لإدارة من قِبَل مايسترو بارع على المسرح؟ وهنا أنا لا أتحدث عن التوزيع الموسيقي.

أجابني: تتم كتابة النوتة لكل نوع آلة، ويحدد الصولو المنفرد لأي آلة على النوتة حتى للإيقاعات لها نوتة خاصة. عندنا أيضاً رموز بالنوتة لتخفيف اللحن أو الضغط بشكل أقوى وهي تكتب على الجملة المراد تخفيفها أو إظهارها بقوة. هناك مصطلحات لتدوين كلّ ما يخطر في بالك، حتى لسرعة أو تباطؤ الإيقاع، لكن عبقرية المايسترو تأتي أولاً من دراسة اللحن ودرايته بأسرار كل آلة، ولابد للمايسترو من أن يشعر بإحساس اللحن، وتعود العبقرية بإخراج رؤية جميلة للحن، وعموماً هناك روح لكلّ لحن، لا يمكن لأي نوتة كتابتها.

كلّ آلة لها مساحة معينة من الدرجات، فمثلاً آلة الكمان أدنى درجة فيها هي (الصول)، ولا يجوز كتابة نوتة فيها درجة أدنى، بينما أخصّص النوتة الأدنى لآلة أخرى، مثل القانون أو الأورغ أو العود.عندنا مثلاً آلة التشيلو، ندوّن لها من سلّم (فا) بدلاً من سلم (صول).

عندنا آلة الناي، ولكلّ ناي طبقة معينة حسب طولها، ولا يجوز أنْ نكتب نوتة لآلة الناي، لا يمكن تنفيذها على قصبة واحدة.

هو علم واسع، طبعاً يعود هذا الشيء لإدراك قائد الفرقة أو الملحن، وبالأخصّ الموزّع الموسيقي.

– وعن تحوّل أغنية يُدندن بها ببساطة على العود مثل سيد مكاوي أو بليغ حمدي، تتحوّل، فيما بعد، إلى أغنية تُغنّى على المسرح، وتُدهش الجمهور، مع أداء فرقة طويلة عريضة. كيف يتمّ ذلك؟

هناك لحن ميلودي، يطبق على آلة منفردة، وتأتي الفرقة لتترجم هذا اللحن، وبسحر وإدهاش، من خلال كل آلة.

– وبرأيك. مَن أعظم مَن قاد فرقة موسيقية شرقية؟

قديماً، كان أحمد فؤاد حسن، قائد الفرقة الماسية، بمصر، وفي سورية كان المرحوم أسعد خوري. واليوم هناك مَن تميز: الموسيقار ياسر عبد الرحمن، وفي سورية مجد جريدة، طارق الناصر، إياد الريماوي، وكذلك المايسترو نزيه أسعد الذي يتميز باهتمامه بالموسيقا الشرقية البحتة، وإظهارها من خلال فعاليات كثيرة. لا أعرف إن خانتني الذاكرة.

إذا كان العزف جيداً، وموزعاً بطريقة احترافية، قطعاً سيتأثر المستمع، وسيُطرب، وسيصفق لهذا الأداء. وكلّ آلة لها دورُها. (عائلة الكمان لها كذا نوع مثل الكمان والفيولا والتشيلو) وهي أساس الفرقة.

وعندك آلة الكونترباص، تلعب دوراً مهماً جداً، مع أن قليلين لا ينتبهون لها ولأهميتها. وكلّ آلة، أثناء العزف، لها سحرها الخاص.

فمرات تنفرد الإيقاعات لوحدها، بأداء معين فتؤجّج الجمهور وتطربه. وهنا تأتي عبقرية المايسترو في توزيع كلّ جملة للآلة التي تليق بها.

أيضاً، تقع على عاتق المايسترو التنسيق بين أعضاء فرقته، كلاً على حدا، وكذلك مع المطرب أو المطربة، فأيّ مطرب تكون دائماً عينُهُ على قائد الفرقة.

– من يكتب النوتة، ويُوزّع الأدوار، على الآلات ضمن الفرقة؟

هناك ملحنون يعرفون التدوين، وهناك من لا يعرف، مثلاً فريد الأطرش كان لا يعرف التدوين، كان هناك مَن يدوِّن له النوتات.

المهمّ هناك من يدوِّن النوتات. والمايسترو أو الموزع الموسيقي هو من يقوم بتحديد التوزيع على النوتات للآلات، ويقوم المايسترو، بالتنسيق مع الفرقة بتنفيذ ذلك.

– وعن أهمّ 3 عباقرة أجادوا بإبداع الكثير من الألحان الخالدة، قال : رياض السنباطي- محمد القصبجي- بليغ حمدي. وختم الملحن والمايسترو غزوان العبدو، حديثه بالقول: (الموسيقا الشرقية في خطر…أنقذوها).

جورج إبراهيم شويط

تصفح المزيد..
آخر الأخبار