الوحدة : 10-10-2022
في معظم الدول المنتجة للزيتون يتحول موسم قطاف محصول الزيتون إلى ظاهرة احتفالية تشبع الأهالي فرحاً و زيتوناً وزيتاً، في اللاذقية التي تتصدر أرقام الإنتاج هذا العام على إنتاج باقي المحافظات المنتجة للزيتون ثمة طقوس مرتبطة بهذا الموسم وربما ذكريات لا تمحوها السنين، ولكن تبقى هناك هواجس تقلق المزارع والمنتج والمستهلك وهي مسألة الأسعار والثالوث السابق (مزارع ،منتج، مستهلك) فمن المستحيل أن يتفقوا على المسألة السعرية ولكل وجهة نظره المدعومة بالأرقام التي لا تكذب.
خلال جولة على أسواق اللاذقية لفتنا أن أسعار الزيتون مرتفعة رغم الإنتاج الوفير وهذا مؤشر على أن أسعار الزيت لن تكون إلا كما لو كان الإنتاج شحيحاً ويرى المزارع والمنتج أن هذه الأسعار أقل ما يمكن لقاء ارتفاع تكاليف الإنتاج، وأن المحصول ليس دائماً وإنما موسمياً لمرة واحدة في العام ولو انخفض السعر أكثر لخرج العديد من مزارعي الزيتون من هذه الحلبة.
بدوره المستهلك يرى أن أسعار الزيتون التي تتفاوت ما بين ٣٠٠٠ و ٤٠٠٠ ل.س للكيلو، وهذا ليس رقماً بسيطاً لا سيما لذوي الدخل المحدود، تقول السيدة زينب محمد تحتاج عائلتي إلى حوالي أربعين كيلو زيتون ولو اشترته بالسعر الأدنى ثلاثة آلاف ل.س يلزمني راتبي بالكامل .
أبو سعيد يقول: ليتني أملك بضعة شجرات فقط تكفيني مؤونة الزيت والزيتون لأن من يضطر للشراء من السوق لن تسعفه إمكانياته المادية ولن يشبع من هاتين المادتين، لا سيما في ظل شح وارتفاع لأسعار المواد الغذائية الأخرى مثل البيض والأجبان والألبان وغيرها، أبو أكرم حمد الله أنه يعمل في هذا الموسم مع عائلته على قطاف الزيتون وبالمقابل يحصل على مؤنته من الزيت والزيتون، ويؤكد أنه لولا هذه الطريقة لما استطاع إلى شرائه سبيلاً.
هلال لالا