“فرقة القيامة” الموسيقية… بين الماضي والحاضر

الوحدة :10-10-2022

لطالما كانت الموسيقى وستبقى صوتاً للعقل والروح معاً, ولطالما كان هذا اللصاق ينثر عبقه, ويروي الحكاية, حكاية هذا الإنسان عبر تواريخه, مقاماتها توشم الملامح وتطبع الهوية. من أرض أول نوتة موسيقية, تبقى اللاذقية صدىً صادحاً بالحب والأمل, وتبقى موسيقاها تغني بعذوبة, تحمل ألحانها للشمس كل صباح.

“فرقة القيامة” الموسيقية, فرقة فرضت حضورها الجميل في كل النشاطات والفعاليات التي تشارك بها, يحمل أعضاؤها ثقافة الأرض, وسمو الروح هدفها,حول إنجازات هذه الفرقة وفعاليتها,كان لنا هذا الحوار مع مؤسس الفرقة الشاعر والأديب محمد زعرور الحاضر على الساحة الأدبية في اللاذقية والمحافظات السورية الأخرى:

–  كيف تكونت فكرة إنشاء فرقة القيامة كبداية، وماهو عدد أعضائها ؟

* بدأت فكرة إنشاء السوريين والفلسطينيين, بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في فلسطين ,وأذكرحينها من الأعضاء المؤسسين للفرقة الإخوة : (عمار جدع كمدير تقني ومختص بالصوتيات وحمادة جدع على الأورغ و فادي عبد الحق على العود و صلاح برو على الناي ومجموعة مميزة من الكورال، أذكر منهم على سبيل التمييز السيدة ميليا وطفة صاحبة الصوت الرائع),وتوجت الفرقة نشاطها بحفل جماهيري في مخيم اللاذقية, تابعت الفرقة نشاطها كالمعتاد وكانت تضم أكثر من 14 عضواً من موسيقيين ومغنين و إدارة.

– ماهي النشاطات التي قامت بها فرقة القيامة للآن؟.

* قدمت الفرقة العديد من الأنشطة الفنية منها ما هو المحلي على صعيد مخيم اللاذقية في إحياء المناسبات الوطنية كيوم الأرض ويوم فلسطيني مفتوح و حفل المميزين السنوي الذي تقيمه لجنة التنمية في المخيم ,ويوم المرأة و عيد الأم وعيد المعلم ,بالإضافة لاستضافتها في إحياء حفلات وطنية للفصائل الفلسطينية المختلفة, كما وشاركت الفرقة في مهرجان القلعة و العناب الذي تقيمه وزارة السياحة بالتعاون مع وزارة الثقافة على مدار ثلاثة مواسم متتالية قدمت فيها أجمل لوحاتها ,كما قدمت لوحة فنية في المركزالثقافي العربي بدمشق ( العدوي ), وذلك في حفل توقيع ديوان الشاعرة باسمة قصاص وغيرها من المشاركات المختلفة.

– كيف استمرت بالعمل, وما مدى تأثرها بالظروف الطارئة؟

* توقف نشاط الفرقة في عام 2011 إثر الأحداث الدامية التي عصفت بسورية الحبيبة والحرب الكونية والإرهابية التي حاولت النيل من كرامتها و عزتها, ومن ثم و في عام 2016 تم الاتفاق على إعادة إحياء الفرقة من جديد, حيث تكون مجلس إدارة للفرقة تم إدراجها تحت إشراف لجنة التنمية في مخيم اللاذقية وكان مجلس إداراتها يضم كلاً من: (محمد زعرور رئيساً والإخوة:( عايدة أبو الحسن وبلال كرداسي و مصطفى أبو راشد و فادي عبد الحق و أسامة الصباغ أعضاءً ) ومن ثم استُبدل الأخ  فادي بالملحن وعازف العود الأخ عبد الله كسيح, والآن للفرقة مجلس إدارة جديد مكون من:( محمد زعرور مديراً والإخوة:( أسامة الصباغ مسؤول الفرقة فنياً و عبد الله كسيح ملحناً وعازفاً للعود وصبحية أبو تقالة و وائل رنو في القسم الإعلامي للفرقة) والكورال المكون من الزملاء : (ريا عساف, رنيم أبو تقالة ,آلاء عساف,مصطفى عساف ومصطفى كمال عيد).

– لكل عمل معوقاته، ماهي العقبات التي تعترضكم؟

* فرقة القيامة كغيرها من الفرق الناشئة في سورية الأم،  فرقة عصامية النشأة ومحدودة الموراد والتمويل وتعتمد على أعضائها في تمويل أي نشاط من إقامة وتنقل و معدات صوتية ودعم لوجستي من ألبسة وخلاف ذلك ,مما يولد عبئاً كبيراً قد يعوق المشاركة في الكثير من الأعمال ذات الكلفة العالية مثل السفر والإقامة, ونتمنى في المستقبل القريب أن تُمنح فرقتنا ترخيصاً يفتح لها آفاقاً لا بأس بها لتغطية نفقات أنشطتها, والارتقاء بمستواها الفني.

– الموسيقا غذاء الروح،  كيف تقارب فرقة القيامة هذا المفهوم؟

* فرقة القيامة منذ نشأتها الأولى,رفعت شعار الموسيقا لغة عالمية, يفهمها القاصي والداني , والموسيقا هي التعبير الأجمل والأوضح والأعمق عن قصيدة شاعر, لهذا اعتمدت الفرقة على التزواج بين الكلمة واللحن للوصول إلى قلب وروح المستمع, فللكلمة دلالاتها و للموسيقى حوارها العالمي المبسط والصريح الذي يغزو عقل المستمع و قلبه لنطبع في ذاكرته تلك الكلمات الراقية والألحان العذبة.

– فلسطين وسورية والعديد من البلدان العربية يخيم عليها مدارات ومقامات حزينة،في ظل الواقع المؤلم والحزين الذي تمر به بلداننا  الحبيبة، ماهو الدورالفاعل للموسيقى، وأين تكمن مهامها؟ وأين تقف فرقة القيامة من هذا؟

* الفنانون و الأدباء هم حراس اللغة وسدنة التراث الوطني والثقافي ,وهم جنود الخندق الثاني للدفاع عن عروبة الوطن و كرامته, ونحن في فرقة القيامة جزء من هذا النسيج المقاوم, وشعارنا على الدوام, لتكن موسيقانا سلاحاً في وجه المتآمرين ومنبراً لشحذ الهمم, كما أننا في فرقة القيامة نعمل على الدوام على تطوير المستوى الفني والأدبي لفرقتنا والمشاركة الفعالة مع المنابر الثقافية الوطنية المختلفة لدعم قضيتنا العادلة والوقوف جنباً إلى جنب في خندق المقاومة والممانعة و تعريف العالم بالقضية الفلسطينية و السورية والمؤامرة التي حيكت للنيل من سوريا الحبيبة,

ودعم التراث الوطني ورسالتنا بالموسيقى رسالة محبة و سلام و تعايش في ظل وطننا الكبير المقاوم.

– ماهي مشاريعكم المستقبلية وطموحاتكم؟

* نطمح في المستقبل إلى تطوير أنشطتنا الفنية و المشاركة في الأعمال الفنية الوطنية و العربية و صولاً إلى العالمية بإذن الله.

 

سلمى حلوم

 

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار