الوحدة : 5-10-2022
ربما تكون أجور البحارة بمختلف فئاتهم هي الأعلى محلياً قياساً بأجور الموظفين أو حتى العمالة الخاصة على البر. لكن مخاطر هذه المهنة أعلى من غيرها – حسب قولهم – والعواصف التي تسبب مشاكل على اليابسة، تجعلهم في مواجهة مع الموت غالباً. قال أحدهم: إن أعلى نسبة وفيات هي بين الطواقم السورية، ومع ذلك تبقى أجورهم هي الأدنى عالمياً، وقد طالب البحارة السوريون، و مازالوا يطالبون، المديرية العامة للموانئ بإعادة النظر بجدول أجور طواقم السفن لأنه لم يعد يلائم المتغيرات العالمية، وأصبح وسيلة يتمسك بها مُلّاك ومديرو السفن لعدم منح البحارة عقود عمل حقيقية، وحجتهم جدول الرواتب الصادر عن الموانئ، وهكذا يحصل البحارة السوريون على أدنى الرواتب والتعويضات، كما أنهم يفقدون حقوقاً كثيرة لأن عقودهم عقود إذعان ورضوخ. ولعدم وجود نقابة تتابع مشاكلهم وتتواصل مع الجهات المعنية من أجل قضاياهم. ويؤكد البحارة أنهم يتعرضون لكثير من الظلم، حيث يُوقع معهم عقدان، أحدهما يحدد الأجور ويبقى في المكتب، والآخر وهمي يرسل إلى منظمة البحرية العالمية ITF. كما أن الكثير من البحارة لا قيود لهم تحميهم أو تعرف وجهة إبحارهم في سورية، بعكس البحارة في كافة دول العالم. حيث يوجد مندوب على السفينة يتفقد العمالة البحرية، ويطلع على عقد العمل الحقيقي، في حال عدم الالتزام بالاتفاقات العالمية وقوانين النقل والشحن والعمل البحري والعقود البحرية وتحديثاتها المستمرة، والمنظمات العالمية لديها الكثير من المرونة، والاتحاد العالمي البحري يتعامل مع نقابات، ولكن البحارة السوريين لا نقابة تضمهم فلا يمكن توقيع اتفاقيات مع ITF لحمايتهم من الظلم. على صعيد آخر يعمد بعض ملّاك السفن وشركات الملاحة إلى استغلال الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر فيه السوريون، ويستغلون حاجة الشباب للعمل، ويطلبون عمولة من كل من يؤمنون له فرصة سفر، وأن المبتدئين في العمل يعانون كثيراً قبل أن يجدوا فرصة سفر. ناهيك أنه وغالباً ما يكون العمل بعيداً عن أدنى شروط السلامة على ظهر البواخر.
هلال لالا