الوحدة : 5-10-2022
استقلابات سعرية متلاحقة لأسعار الألبان والأعلاف أحداث وتطورات متسارعة بدأت تؤثر بشكل أو بآخر على قطاع تربية المواشي على اختلاف أنواعها، تلاحقها عدّة قضايا جوهرية تتمحور حول صعوبة الاستمرار وتطوير الأداء بتلك العملية المكلفة إلى حدٍ ما، وما يحصل على أسعار منتجاتها من حالات عدم استقرار يدعو للكثير من الاستفسارات وتبيان الحقائق الجوهرية، ويبدو أن تربية الأبقار هي الأكثر تضرّراً بتلك التطورات بالنظر إلى ما تقدّمه تربيتها من مردود على المجتمع، فقد أصبحت الأعلاف وطريقة الحصول عليها وتقديمها للمواشي من أهم وأعقد العمليات التي تواجه المربّين خاصة ممن يمتلكون عدداً كبيراً من رؤوس الأبقار – لم ندخل بتفاصيل ما يحتاجه كل رأس من الغذاء على مدار اليوم الواحد – مع العلم أن الدوائر الحكومية المختصّة وخاصة وزارة الزراعة تعمل ما بوسعها لمساعدة المربين للبقاء والاستمرارية بتلك التربية، فتقوم بدعمها بكل الوسائل المتاحة من خلال تأمين أعلاف بأسعار منافسة والقيام بجولات تلقيح مجّانية حتى آخر نقاط تواجد هذه المواشي لإبعاد شبح الأمراض والنواقل المرضية القاتلة عن هذه القطعان، إضافة إلى تقديم النصائح الصحية المناسبة. أمّا في مبقرة فديو (المتكاملة) فهناك يتم وضع خطة طموحة للقيام بإنتاج العلف الأخضر في مزارع الدولة وزيادته ممّا يؤدّي إلى تخفيض النفقات بما يلبّي احتياجات المبقرة منه ويخفّف من استخدام الأعلاف المركّزة مرتفعة السعر في ظل ظروف الحصار الاقتصادي الذي أدى إلى نقص المواد الأولية الداخلة في عملية الإنتاج الزراعي الحيواني والنباتي وارتفاع تكاليف العمل، وبالتالي رفد الأسواق بكميات مقبولة من إنتاج معاملها الخاصّة. وحول هذا الموضوع كان للوحدة وقفة مع د. أحمد ليلا رئيس قسم الثروة الحيوانية بمديرية زراعة اللاذقية، حيث أكد أنه على الرغم من الجهود المبذولة من قبل وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي وما تقوم بتأمينه لقطاعات الثروة الحيوانية من تحصينات وقائية على مدار العام ضد كافة الأمراض السارية والمعدية، بالإضافة لتأمين الخبرات اللازمة للرعاية البيطرية من خلال الكوادر الفنية من أطباء ومراقبين في المراكز الصحية والوحدات الإرشادية على كامل مساحة المحافظة، والقيام بحملات مكافحة الحشرات الناقلة للأمراض كالناعور والقراد والقمل وغيره، إلا أن هذه القطاعات وخاصة تربية الأبقار والدواجن قد تعرّضت لعدد من المعوقات الاقتصادية كعملية تسويق المنتجات وعدم تناسب سعر التسويق مع سعر التكلفة، مما أدّى لوقوع المربين بخسائر يومية تفوق قدرة التربية ولجوء البعض إلى تقليص أعداد الحيوانات والطيور التي تربّى في مزارعهم لتخفيف الضغوط، إضافة إلى الجفاف والحصار الاقتصادي الذي انعكس على المواد العلفية الأولية كالشعير والذرة والصويا ونخالة القمح وارتفاع أسعارها بشكل مضطرد وبالتالي التعرّض للخسائر اليومية وهذا بدوره يؤدي إلى تردّي الثروة الحيوانية لتخرج شيئاً فشيئاً من قائمة أهم العمليات الاقتصادية
. سليمان حسين