(اســـــطامو) امتداد اللاذقية الأفقي .. مدينة في قلب الريف

العدد: 9274

الاثنين 2019/1/21
الكاتبة: سناء ديب

حكاية حب وتمازج تبدأ ولا تنتهي ما بين الأهل والأرض والطبيعة من جهة وما بين التاريخ المتجذر في العمق والحضارة والمتجددة دائماً من جهة أخرى حتى الشجر والحجر تناغما معاً ليشكلا أجمل لوحة فنية طبيعية.
يعتبرها أهلها قطعة من الجنة يحرصون عليها قبل أرواحهم همهم تطويرها وتحديثها وتخديمها بكافة الخدمات المتاحة لا يكلون ولا يملون أبداً من المطالبة وإسماع أصواتهم عالياً لتحقيق كل مطالبهم، حتى تحولت القرية إلى شبه مدينة صغيرة مخدمة بالكثير من الخدمات مع المحافظة على الطبيعة الزراعية الفّناء التي تمتاز بها القرية، والحديث طبعاً عن قرية اسطامو واهلها.

هذا ما لمسناه خلال زيارتنا الميدانية ولقائنا العديد من أهاليها الكرام وكانت البداية مع الأستاذ ظريف سليم أمين الفرقة الحزبية في القرية والذي قال: تقع قريتنا الى الشمال الغربي من مدينة القرداحة على بعد 20 كم عنها وتبعد عن اللاذقية 7 كم تتبع ناحية الفاخورة وتحتض القرية العديد من المزارع مقل حرف الهوى النبع الشيخ ريح دار مريم خربة الخياط مرخو البريكة.. ولا تفصلها عن القرية أي حدود طبيعية يعتمد غالبية السكان على الزراعة والوظائف الحكومية، حيث تمتاز قريتنا ببساتين الليمون المنتشرة في كل أرجاء القرية وللأسف كان مردودها هذا العام سيئاً جداً حيث تأذى الموسم بسبب الصقيع والعواصف دون أي تعويض للفلاح.
نهضة عمرانية

تشهد القرية نهضة عمرانية كبيرة وفيها حوالي 200 محضر سكني من أربعة طوابق وحالياً تمت الموافقة على بناء الطابق الخامس، وقد توافد على القرية من كافة محافظات القطر حتى أصبح عدد السكان نحو العشرة ألاف نسمة.
ولكن يعاني العديد من الأهالي من أنّ الأراضي على الطريق العام غير داخلة بالتنظيم ويتمنون إعادة تنظيمها أما بالنسبة للطريق الخدمية فيها والفرعية فبحاجة ماسة للصيانة، والطريق العام فيها بحاجة إلى معالجة إسعافية سريعة ولذلك يرجى وضع بعض البازلت الإسفلتي في الأماكن المحفرة منها، وذلك ابتداءً من حاجز المعسكر وحتى الفاخورة، حتى الطرق الزراعية أصبح أكثرها ترابياً ومحفراً نتيجة الإهمال وعدم الصيانة.
أما بالنسبة للكهرباء فنتيجة الحركة العمرانية الكبيرة في القرية وازدياد عدد الوافدين عليها أصبح الضغط كبيراً على الخزانات الموجودة فيها. ولذلك نعمل على مواكبة التطور العمراني بالتطور في شبكات الكهرباء وعدد الخزانات ونشكر شركة كهرباء اللاذقية وكافة العاملين فيها على سرعة الاستجابة في حال حدوث أي مشكلة ونطالبهم بالإسراع بوضع مركز صيانة اسطامو بالخدمة.

وأضاف: يوجد في القرية مستوصف صحي ووحدة إرشادية وتسع مدارس موزعة ضمن مجال عمل الفرقة، وفيها مركز امتحاني للإعداديه ومستوى التعليم بالمنطقة متميز جداً، والقرية مخدّمة بكافة المتطلبات المعيشية للإنسان ففيها مخبزان خاصان وكازيتان والعديد من الصيدليات.
وأشار أخيراً إلى موضوع السير حيث يخدم القرية باص نقل داخلي صباحاً وبعد الظهر ويتمنى جميع الأهالي رفد القرية بباص ثانٍ دائم لتخديم كل هذا التجمع السكاني.
* الاستاذ وفيق دريباتي قال: في القرية خدمات متعددة وجيدة وما زال ينقصنا العديد منها أيضاّ وعلى سبيل المثال مزرعة البريكة والتي تضم أكثر من 60 منزلاً تعاني إلى الآن من عدم وجود صرف صحي فيها، ويعتمدون على الجور الفنية التي تلوث الأراضي الزراعية وينتج عنها العديد من الأمراض، علماً أنّ تنفيذ مشروع صرف صحي فيها سهل وغير مكلف كون السرود طبيعية في القرية، كذلك لا يوجد إنارة شارعية، والطرق الخدمية والزراعية فيها بحاجة للصيانة.
* السيدة عليا ابراهيم تحدّثت عن معاناة الأهالي في البناء بسبب عدم شمول التنظيم لمزارع حرف الهوى وتلارو حتى بداية بسيقة الغربية، وتمنت على المعنيين دراسة مخطط تنظيمي لهذه القرى لتسهيل الحصول على رخص البناء.
هواتف صيفية 90% منها معطل
* السيد أحمد جمّو تحدث عن شبكة الهاتف السيئة والمتدلية في القرية وأشار إلى عمود هاتف مكسور في منتصفه جانب المدرسة الابتدائية وتضرب الشاحنات بالأكبال ذهاباً وإياباً، بالإضافة إلى أنّ الشبكة أيضاً على طول خط الري باتجاه الجنوب على الأرض وأكثر من 90% من أرقام الهواتف معطلة مؤكداً بأن الهواتف في القرية صيفية فقط ولا تتناسب مع الشتاء والأمطار فتبقى معطلة دائماً، علماً أنّ شبكة الهواتف في اسطامو تتبع لمقسم الصنوبر وهناك يحتجون دائماً بعدم وجود عمال صيانة.
وذكر أيضاَ أنّ الحشائش غطّت خط الري بالكامل والمفروض تعزيلها وصيانة خطوط الري الرئيسية حيث إن الخزان الرئيسي مليء بالأوساخ مما يتسبب بالأمراض للأشجار والخضروات التي تم سقايتها منه، وأشار أيضاً إلى عدم وجود حاويات للقمامة في القرية وطالب مع الآخرين بتخصيص سيارة ضاغطة لترحيل القمامة للقرية لعدد السكان الكبير في القرية.
مخالفات وتجاوزات تستحق التوقّف
* السيد فادي اسماعيل تحدّث عن مشكلة الصرف الصحي التي تؤرق حياة المواطنين المخدمين بالصرف بدءاً بالخط الممتد من عند سور اسطامو باتجاه الغرب وبطول أكثر من 3 كم مروراً بمزار الشيخ ضاهر باتجاه شركة زنوبيا وحاجز الجيش حيث إن سياقات الصرف الصحي تطوف وتدخل المنازل وتملأ طريق المدارس في حي الشامية من قرية اسطامو وأشار إلى أنّه تم في السابق تأكيد الحاجة لتبديل وتحويل خط الصرف هذا وقد أقرت له موازنة بقيمة 24 مليون ليرة سورية بعدها قام السيّد المحافظ بتكليف لجنة للاطلاع على الأمر إلا أنّ اللجنة خلصت إلى أن هذا المشروع وهمي وغير مفيد بالإضافة إلى أنّه هدر للمال العام، وعند بداية فصل الشتاء كشفت الحقائق وتبين أهمية المشروع وضرورة الاستعجال بتنفيذه كون المنازل طافت بالمياه الآسنة وملأت الطرقات الرئيسية التي يسير عليها أبناؤنا خلال التنقل إلى مدارسهم، وقد وصلت هذه المياه الآسنة إلى حاجز الجيش العربي السوري في المنطقة، عداك عن الروائح الكريهة وانتقال الأمراض والأوبئة، مع العلم أنّ بلدية اسطامو قدمت كتاباً رسمياً يتضمن توقيع الأهالي المتضررين في القرية إلى الخدمات ونحن عبر منبر الوحدة نطالب المعنيين بالمحافظة النظر بوضعنا وإيجاد الحل السريع الذي يقي ابناءنا من الأمراض ويحمي عائلاتنا من الأوبئة وبيئتنا وأرضنا الزراعية من التلوث، حيث أن تنفيذ هذا المشروع يخدم قرية اسطامو بالكامل إذا ما نفذ بالأقطار المناسبة وذلك بعد أن تضخم عدد السكان وأصبح الضغط على الصرف القديم يفوق قدرته التصريفية.
هجروا الأرض واقتلعوا أشجارها
* السيد أبو محمد تحدّث عن وضع المزارعين في القرية ومعاناتهم من غلاء كل ما يتعلق بالعملية الزراعية من حراثة وتقليم وأسمدة وأدوية زراعية مقارنة مع الأسعار المنخفضة والسيئة التي يبيعون بها منتجاتهم ومحاصيلهم وأهمها الليمون الذي ما عاد له أي قيمة لدرجة أن المزارعينّ بدؤوا بهجرة أراضيهم الزراعية والكثير منهم اقتلع أشجاره واستبدل مكانها بالبناء الحديث.
وفي النهاية: حاولنا خلال زيارتنا التواصل مع السيد رئيس البلدية كون الزيارة كانت مفاجئة للقرية إلا أنّه كان ملتزماً باجتماع في المحافظة.
نتمنى من السادة المعنيين وضع الحلول المناسبة والعمل على تنفيذها بالسرعة القصوى وخاصة مشكلة الصرف الصحي، وخاصة أنّ قرية مميزة مثل اسطامو لا يليق بها إلا الجمال والاهتمام.

 

 

 

 

 

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار