الوحدة: 4-10-2022
تمطرك حروفها بحنين يشبه حنين الأرض للمطر، تأخذك عبر قصيدتها لعالمها الإبداعي لتكتب النثر والخاطرة بأسلوب حداثي وبمفردات تعانق الروح لتوقظ الحب المدفون. فكل قصائدها وجدانية تحاكي الواقع بكلمات عذبة متناغمة. إنها الشاعرة غرام جميل عدره، أخذتنا إلى عالمها الأدبي من خلال هذا الحوار:
– كيف تقدمين نفسك للقارئ ومتى بدأت كتابة الشعر؟
* أنا فتاة عادية كأي فتاة سورية من الساحل السوري، نشأت وسط أسرة مثقفة وخريجة جامعة تشرين (حقوق) ولكن لم أمارس مهنة المحاماة بسبب شغفي بهواياتي، فأنا عاشقة للكتب وأحب الكتابة منذ صغري، وأهتم بالقضايا الإنسانية ومواضيع السلام.
عندما كنت في المدرسة في المرحلة الأساسية كنت أكتب في دفاتر مذكراتي، وعند انتشار مواقع التواصل الاجتماعي أصبحنا في عصر المعلوماتية بدأت أنشر على البرامج والمواقع المتاحة وعبر الصحف والمجلات السورية والعربية، وأوثق بعض النصوص.
– ما القصيدة التي تأخذك لعالمها وأي الشعر تكتبين؟
* القصائد بكل أنواعها ومحتواها جميلة، فالموزون له جماله والنثر له نكهته الخاصة، ولكن أحب الموزون رغم عدم كتابتي له فهو يأخذني لعالم العرب في العصور الماضية، فأنا أعشق التاريخ والحضارات والتقاليد العربية… أما بالنسبة للكتابة فأنا أكتب النثر والخواطر وبعض القصص القصيرة وأخوض تجربة الرواية القصيرة الآن.
– يقولون وراء كل شاعر معاناة ما رأيك بذلك؟
* قد يكون هذا الكلام صحيحاً، فربما يكون وراءه مشاعر مكبوتة أوحلم دفين او قصة مؤلمة و لربما فراق أحبة أو غربة عن وطن والله أعلم.
– التكريمات والشهادات التي تمنح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ماذا تضيف للشاعر وماذا تعني بالنسبة لك؟
* التكريمات والشهادات تحفز الكاتب والشاعر، وخصوصاً بسبب تراجع العالم الورقي والبعد المكاني والجغرافي، أما أنا فأراها عادية ولكن أكثر ما يجعلني أقدر قيمتها روح الشخص الذي منحني إياها، فهي تمثل شعلة نور لروح الثقافة العربية بين الدول المختلفة لخلق عالم يسوده العلم والثقافة والأمن والسلام بعيداً عن الحروب والجهل والتخلف والعصبية..
– ما القصيدة التي تأثرت بها وظلت بالذاكرة ؟
* لا يوجد واحدة محددة ولكن من حفر في قلبي الأثر هي قصيدة نشيد البلاد /حماة الديار/ فكلماتها كلما قرأتها أذهلني ترتيبها ومعناها وأول قصيدة في المدرسة أخذتها عن جمال العيون: /إن العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحينا قتلانا/ فأنا أقرأ الروايات أكثر من الشعر، ولا أنسى تلك الفرحة التي غمرتني عندما أنهيت مؤلفات جبران خليل جبران بليلة واحدة.. أو عندما وصلتني مجموعة دوستوفيسكي وأنهيتها بأسبوع.
– ما رأيك بالملتقيات الثقافية المنتشرة وواقع الثقافة الراهن؟ الملتقيات الثقافية عامل جيد في هذه المرحلة الراهنة وخصوصاً لما تتعرض له البلاد من محو ثقافة ودفن حضارة وتهويد هوية.
فهي تحافظ على أوصال الثقافة بين المجتمع الواحد والمجتمعات المختلفة. الثقافة الآن لا نستطيع القول على كل من درس في الجامعة إنه مثقف، فالثقافة غذاء الروح تنهل من كل مكان العلم والمعرفة ولا ترتوي.
وليس الكتب المدرسية والجامعية فقط .. الثقافة الآن بحاجة لتشجيع الشباب الواعي من قبل الأهل والمدارس والجامعات والندوات، والعاتق الأكبر يقع على الأدباء والكتاب والشعراء من أجل الصحوة الروحية، والابتعاد عن هاوية الخطر المحدق بشبابنا وهو إدمان الإنترنت والألعاب واستبدالها ببعض الكتب المفيدة.
– الوطن، الوجود ، الحب كرموز في عالمك الأدبي ماذا تعني ؟
* الوطن .. قلت منذ زمن في حوار صحفي سابق وأقول الآن: هو الهواء الذي لا يستطيع المرء أن يعيش من دونه، الوجود.. الرحلة قصيرة كلنا إلى فناء لا يبقى سوى الذكرى الطيبة والعمل الصالح لنكون مسالمين وعابري سبيل نترك أثراً جميلاً… الحب .. هو ما يخلد المرء ويحتاج لتضحية والصدق ولا يعرف العمر فهو يأتي صدفة كزائر لطيف.
– ما هي مشاريعك وآخر أعمالك الأدبية؟
* أحلم يوماً أن أصبح كاتبة جيدة وأعمل الآن على شراء مجموعات كبيرة من الكتب الفلكية، ينطلق المرء نحو هذه الكوكبة يجب أن يكون له أساس انطلق منه وهو مخزونه الثقافي إضافة للإلهام الروحي النابع من الشغف.
وآخر أعمالي الأدبية هو نشر كتاب شعر وخواطر على شاكلة كتابي السابق غرام خلودي، وروايتي رسالة من بغداد تخضع للتدقيق قبل النشر.. وأنوي دخول عالم الترجمة.
هويدا محمد مصطفى