الوحدة 1-10-2022
التطورات المتلاحقة على جميع الصُعد، وفي كل بقاع العالم لا تدعو للتفاؤل أبداً، حروب متنقلّة حول القارّة العجوز، موت وفواجع شريطها الأحمر العاجل يسيطر على شاشات وأخبار الجوار وقلب الدار، بين الكبار تهديدات هنا وأخرى هناك، حرب لم تعد باردة، لقد أصبحت تُطبخ على نار هادئة، الجميع بحالة ترقّب، نقص مواد الطاقة يؤرق مناطق البرد الأوروبي، وعقوبات اقتصادية عالمية تداعياتها أصابت الجميع، وكما يقال: ( كلٌ همّه على حجمه) وهو المهم بالنسبة لنا وما خلّفته الحرب الإرهابية الطويلة، تداعيات كل ذلك لنا منه نصيب محتوم، وما يهمنا هو اجتياز عدّاد أيامنا بخير وسلام، طُموحنا المؤلم هو السعي لنبقى ضمن جدول الأحياء، لكن الأمور تأخذ طور التسارع واتساع الهوة .. ويبدو أن صباحاتنا أخذت على عاتقها بأن تطلعنا كل فترة على تطورات جديدة تخصّ الأسعار والجيوب المتعبة، الحديث يتمحور حول مادتين متناقضتين أصابتهما تطورات متسارعة بالسعر وهما الألبان والمتة سيئة الذكر، وبليلة وضحاها انتقل سعر الّلبن وعبوته من ٢٥٠٠ ل.س إلى ٢٨٠٠ ل.س ومبرّراته المحلية قد تكون موجودة تتعلّق بأسعار الأعلاف، أمّا المتّة كركوز الأوقات الطويلة بأقلّ من شهر انتقل سعر عبوتها ذات ٢٠٠ غ من ٣٢٠٠ إلى ٤٢٠٠ ل.س بدون أذن أو دستور، وهو ارتفاع غير منطقي ولا يمتّ للأحوال بصلة، وهي قادمة عبر البحار من موانئ أصدقائنا الأرجنتينيين وغيرهم، وهم غير معنيين بأسواقنا ومزاجية محتكريها، أمّا نحنا كمستهلكين قد لا يمكننا التخلّي عن الّلبن، لكن بمقدورنا مخاصمة المتّة وصاحبها التاجر الكبير ، وبين أيدينا الكثير من المشاريب البديلة الصحيّة، كخلطة طبيعية من الزوفا والورد، وبعض أوراق الزيتون الغنيّة بالفوائد إضافة إلى البابونج والميرمية والزعتر البرّي والكثير من الأعشاب التي تنمو على جبالنا النظيفة، بعيداً عن حقول المتّة وما تعيثه الحيوانات من فساد هناك، إضافة لما يحصل بين حاويات تبنها على أسطح السُفن والبواخر، وهي دعوة بريئة لتركها على رفوف المحلات وجبهات تخزينها في المستودعات، حيث المقرّ العام للتلاعب بأسعارها بلا حسيب أو رقيب.
سليمان حسين