السياحة فقط لذوي الجيوب المرتاحة!!!

الوحدة : 30-9-2022

ليس العنوان أعلاه أحجية.. ولا هو “فزلكة لغوية”… وليس القصد منه السجع أو ما شابه ذلك من ضروب الكلام وفنونه!!!

إنما هو عنوان بسيط يشرح نفسه بنفسه لا يحتاج تأويلاً أو تفعيلاً.

فالمضمون مفعل.. ومفعل جداً حتى ليقارب صيغة المبالغة فعال.

ولكن إياك عزيزي القارئ أن تسأل، إذ الأمر لا يحتاج إلى سؤال واجتهاد جواب! ومع ذلك وحتى لا يبقى الأمر غصة.. دعنا نكشف بساطة العنوان وسهولة مراميه ووجعه.

 

السياحة… مصدر للفعل الثلاثي ساح ومضارعه يسوح واسم فاعله سائح وجمعه سائحون وسائحين والهمزة هنا منقلبة عن ياء..

وهناك لدى المرحوم عبد الحليم حافظ اسم فاعل على مقاس أغنيته حيث يقول: ”

سوااااح وماشي في البلاد سواح ..”

المهم تعددت الأسماء والدلالة واحدة..

فالسائح لابد أن يكون في فاعلاً ونقصد السياحة..

والسياحة بحاجة إلى مقومات وعناصر وشواهد.

والحمد لله

وفي سورية كلها غنى العناصر والمشوقات والمقومات.. الطبيعية من بحر وجبال.. وغابات وتنوع تضاريسي ومناخ معتدل ولطيف صيفاً شتاءً – وإن وجدت الشوفاجات شتاء أو المكيفات صيفاً مع تحدي الكهرباء والتقنين لها – والمقومات الصنعية الإنسانية:

ونقصد بها الآثار القديمة وكذلك مفردات السياحة الثقافية والدينية.. وما أكثرها.

والمنتجعات البحرية والجبلية والفنادق والمطاعم والمواصلات وكل ما يتصل بذلك من بنى تحتية ولوجستية وضابطة سياحية ومرافق داعمة.. كالمهرجانات والمعارض المتنوعة والحفلات الفنية.

ومن الناحية البشرية :

ونقصد المواطن والإنسان السوري الكريم المضياف والمحب للزائر السائح

الأمر الذي يجعل من سورية بساحلها ووسطها وداخلها وشمالها وجنوبها. محجة للسياح من السوريين أو الأشقاء العرب والأصدقاء الأجانب.

إن السياحة مصدر اقتصادي كبير للدخل القومي، و للقطع الأجنبي الذي يوفره السائح العربي والأجنبي وهذا أمر مفروغ منه ولا غبار عليه والدولة تضع إمكاناتها الكبيرة في سبيل إنجاح هذا المرفق الاقتصادي الحيوي العظيم والمربح.

نعود إلى عنوان مقالتنا ..” ذوي

الجيوب المرتاحة..” لو سألنا الجهات المختصة والمعنية من وزارة السياحة ومديرياتها ودوائرها..:

ما حصة الفرد السوري.. بل المواطن السوري ذوي الدخل المحدود- والمعتر- مما خلقه الله من مقومات الحياة السياحية…؟

بم ستجيب؟

وهل فكرت هذه الوزارة وغيرها من الوزارات ذات العلاقة بالمواطن..من حيث توفير خدمات سياحية يستطيع أن يحصل عليها ؟

بالتأكيد كلنا يعرف أن ابن الساحل ربما أصبح غريباً عن بحره، ومنتجعاته.. ومصايفه.

وكذلك بقية المواطنين الفقراء وذوي الدخل “المهدود”.

لقد راح المواطن يتلمظ عندما يرى آيات ونعم الله بعينه وكذا الإعلانات السياحية والفندقية والمطعمية والمنتجعية وغيرها مما يوصف “بالتشجيعية”..

تشجيعية…؟!

بل “التحسيرية”

من يستطيع من العامة أن يحلم باستراحة وقضاء ساعة أو نهار في منتجع من منتجعات البحر المتوسط عندنا من رأس البسيط شمالاً إلى جنوب طرطوس بحراً…؟

وما ينطبق على البحر ينطبق على السهل والوادي والجبل…

إذ أين ذلك المواطن المحدودة ليراته الذي يستطيع أن يجاري أسعار الشاليهات ووجبات المطاعم وطاولات المقاصف والمتنزهات الجبلية ووو؟

هو وإن أراد أن يمارس حلمه في أن يجالس البحر أو يطل عليه أو يشرف وأسرته من على جبل فإنه ليس بوسعه وعائلته ذلك…

وممتاز إذا حظي بعرنوس ذرة أو كأس بوظة أو فنجان قهوة على الكورنيش البحري…أو في مقهى من مقاهي الأرصفة ..!!!

رب قائل يقول ..

إذن من يرتاد المصايف في كسب أو صلنفة أو الزبداني أو طرطوس وقاسيون ووغيرها..؟

وهذه المطاعم لمن تطبخ وتعد أطباقها وأصناف طيباتها..؟ وتلك الفنادق ذات النجوم المتعددة من تستقبل..؟

وهذه المسطحات اللازوردية من يملؤها..؟

والقائمة تطول..

والجواب واحد وموجع ومستفز

إنهم ذوو الجيوب المرتاحة من نق العوز والقلة والدخل المهدود.

إنهم مالكو العقارات والبيارات والقصور والأموال والسيارات والشيكات.

أنا قررت أن أسوح يوم الجمعة فأذهب بمفردي إلى الكورنيش البحري.. – ومنيح إني أستطيع – وأجلس على كرسي البلدية إذا وجدت لأنها قليلة بصحبة حفنة من بزر دوار الشمس. !!!

سأنهي مقالتي الآن

فأنا أشعر “بدوار القلم..”

 

خالد عارف حاج عثمان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار