الوحدة: 29- 9- 2022
تقول السيدة (وحيدة مصطفى منلا) أمّ مصطفى:
كنتُ سعيدة، حين دخلت مدرسة القبالة، فهي مهنة إنسانية راقية، وهي رسالة حياة ربانية، نكون فيها، جسرَ عبور للمواليد، من حياة الظلمة إلى حياة النور.
درست 5 سنوات، من عام 1982 إلى عام 1987 حيث تخرّجت، ثم التحقت بالعمل في مديرية صحة اللاذقية، قسم التوليد بالمشفى الوطني، وحتى تقاعدي عام 2008 .
كذلك عملت في مشافي أخرى، وقمت بالكثير من الولادات في البيوت، على مدار الساعة، ظهراً، ليلاً، فجراً، صيفاً، شتاءً، في المدينة وفي القرى القريبة والبعيدة.. هكذا هي مهنتنا (استنفار دائم)..
وخلال 35 سنة من عملي، تجاوز عدد المواليد، الذين (ولّدتهم) أكثر من عشرين ألف طفل بكثير، حيث أنه في أيام كثيرة كان العدد يتجاوز ال 13 ولادة، ومن قديم كان أجر القابلة بين 300 ليرة و 400 ليرة، وهناك قابلات كانت تأخذ 500 ليرة إذا كان المولود (صبيْ). حالياً أجرة الولادة بالبيت تصل إلى 25000 ليرة. من جهتي أرضى ب 7 أو 8 آلاف، ومرات كثيرة حين أجد أنَّ وضع العائلة المادي (صعبْ) لا أتقاضى أجراً.
من الحكايا الطريفة التي حصلت معها، تضيف السيدة (أم مصطفى):
صدفتْ الأمور أنْ أكون القابلة التي توّلد الجدّة وابنتها وحفيدة الجدة.. يعني 3 أجيال..
أيضاً هناك مولود ومولودة، أنا كنت (قابلتهم)، كبروا وتزوجوا..
ومرّة (ولّدتْ) 3 توائم بنات.. أما التوائم ال2 فبالمئات..
وكثيراً ما كنتُ أسمّي المواليد، بطلب من الأهالي، وأقابل كثيرات من الصبايا اللواتي يقلنْ لي أنهنّ يشعرنْ بالفرح حين يرونني، وبعضهنْ يذكرنْ أنني أنا التي أطلقت عليهن أسماءَهنّ.
وعن الصبي والبنت، هناك أهالي تفرح لمجيء البنت، مرة كنت عمْ ولّد سيدة إجاها، لسادس مرة (بنتْ) والزوج بقيْ فرحانْ، وصارْ يكسّر لي الجوز واللوز بالسهرة.. ومرة واحد عند الفجر (طفشْ) من البيت، وهو حزينْ لما سمعْ بالبنت..
التوليد فيها مسؤولية كبيرة، فنحن أمام روحين، والولادة هي فصل روح عن روح. والحمدلله، فخلال عملي لم أتعرّض لأيّ حالة خطأ، لأنني أعرف عملي ومسؤليتي، ودائماً أكون مستعدة لأيّ طارئ يحدث.
وتختم (أم مصطفى) حديثها، ببعض النصائح للسيدات الحوامل:
أنْ يكون لديهن تنظيم لحملهنّ، بمعدّل ولادة كل 3 سنوت.
الإرضاع الطبيعي، وهو يقيْ من سرطان الثدي.
مراجعة دورية كلّ شهر، لأيّ مركز صحي، وهو مجاني، وفي خدمة الجميع، وبالأخصّ في هذه الظروف المعيشية الصعبة.
كما أنصح بالولادة الطبيعية، لأنّ القيصرية تسبّب (عطالة) بالرحم، عدا خطورة التخدير.
جورج ابراهيم شويط