الكتاب التفاعلي .. أنشطة ترفيهية وتعليمية تحاكي الإبداع والابتكار لدى الأطفال

العدد: 9331

10-4-2019

تتعدد الوسائل والأساليب التعليمية المستخدمة في العملية التدريسية لإضفاء الحيوية والتفاعل بين الطلبة والمعلمين وخلق روح من التشاركية الإيجابية بين مقومات التعليم ككل، ويبرز إلى الواجهة أسلوب التعليم التفاعلي كواحد من أهم الأساليب فعالية في المنظومة التعليمية إذ يكمن الفارق في الأثر الذي يحدثه هذا الأسلوب من خلال استخدام بعض الوسائل التعليمية التي تعمل على إثراء عملية التفاعل بين المعلم والطالب، الأمر الذي يجعل الطالب أكثر قدرة على تلقي المعلومة بشكل أفضل مقارنة بوسائل التعليم التلقينية الأخرى. فقد أكدت البحوث التربوية (أن الأطفال كثيراً ما يخبروننا بما يفكرون فيه وما يشعرون به من خلال لعبهم التمثيلي الحر واستعمالهم للدمى والمكعبات والألوان والصلصال وغيرها، ويعدُّ اللعب وسيطاً تربوياً يعمل بدرجة كبيرة على تشكيل شخصية الطفل بأبعادها المختلفة، وهكذا فإن الألعاب التعليمية متى ما أحسن تخطيطها وتنظيمها والإشراف عليها فإنها تؤدي دوراً فعالاً في تنظيم التعلم) عن أهمية هذا النوع من التعليم التفاعلي كان اللقاء الآتي مع السيدة نور حبال الحائزة على إجازة في رياض الأطفال من كلية التربية بجامعة دمشق والحائزة على شهادة في المونتيسوري ومصممة الكتاب التفاعلي للأطفال حيث كان الحوار الآتي..

* بداية حبذا لو تعطينا فكرة عن محتوى الكتاب التفاعلي للأطفال؟
تتمحور فكرة الكتاب حول تنمية وعي الطفل وتوسيع مداركه وزيادة معارفه وتدريبه على مهارات متعددة، وكل هذا يصب في تطوير أدائه بشكل كلي سواء من خلال تمييز الألوان وتكوين معرفته للأشكال (دائري – بيضوي – مثلث – مربع) أو لأنواع الملمس (خشن – ناعم) وتعريفه على الأعداد بشكل حسي ملموس وتدريبه على مهارات متعددة (فتح، إغلاق، فك، تركيب، أزرار)، ويتضمن الكتاب أنشطة ترفيهية وتعليمية لزيادة التركيز والإدراك والتواصل البصري وتنمية الحصيلة اللغوية، كما يهدف الكتاب أيضاً إلى إشغال الطفل عن وسائل التكنولوجيا وأضرارها على المدى القريب (مشاكل بالنطق والتوحد) والمدى البعيد (فقدان التركيز وفرط الحركة وخمول الدماغ)، وأكثر ما يميز الكتاب أنه يلازم الطفل لسنوات وسنوات لأنه من الصعب أن يتمزق كما أنه آمن تماماً للطفل ولجميع الأعمار.
* متى بدأت فكرة الكتاب؟ وما الأدوات المستخدمة؟ ومن الشريحة المستهدفة للكتاب؟
بدأت العمل في هذا المجال منذ ٢٠١٦، أما الأدوات المستخدمة فهي بعض المواد البسيطة والمتوفر (خيط وإبرة – مقص – لاصق – أزرار – سحابات – ملاقط – شرائط، إلخ…) بالإضافة إلى قماش الجوخ وهو من الخامات الأساسية في صناعة الكتاب وهو بمضمونه يتوجه إلى شريحة الأطفال من عمر 6 أشهر حتى ٧ سنوات وموجه أيضاً للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.

 

* ما أهمية الأسلوب التفاعلي في التعليم خاصة مع الأطفال؟
يكسر التعليم التفاعلي جمود أسلوب التلقين وتفعيل العمل الجماعي وينمي قدرات الأطفال وتأتي أهميته لكونه البديل عن التعليم التقليدي الذي يعتمد على التلقين ولا يحاكي الإبداع والابتكار لدى الأطفال.
* متى يكون الكتاب تفاعلياً وما المحتوى الذي يجب أن يتضمنه ليبتعد عن الأسلوب التلقيني؟
يكون الكتاب تفاعلياً عندما يبتعد المحتوى عن التلقين ويجب أن يتضمن مجسمات يقوم الطفل بتركيبها وبمجرد الانتهاء منها يحصل على الإجابة الصحيحة وهذا النوع من التعليم يخلق تفاعلاً واستمتاعاً أثناء الحصة.
* ماذا عن استثمار فكرة الكتاب التفاعلي لتطبيقها في المناهج المدرسية؟
يمكن استثمار فكرة الكتاب التفاعلي في المناهج المدرسية لأنه يعدُّ من الوسائل التي تسهل عملية اكتساب المعلومة من خلال التعلم عن طريق اللعب وهناك تواصل مع بعض رياض الأطفال التي تطبق نظام مونتيسوري في التعليم، وهو نظام تربوي مبني على إعداد الطفل كمشارك إيجابي في إطار بيئة أعدت خصيصاً له كي تتيح له فرص التحرك و اختيار الأعمال بتلقائية واستخدام حواسه الخمسة لاستكشاف العالم من حوله.
وعن تعريفها للكتاب التفاعلي للأطفال، قالت السيدة نور حبال: هو كتاب مصنوع من القماش تحتوي صفحاته على أنشطة مجسمة لتنمية مهارات الطفل فهو مقاوم للبلل في حال وضعه الطفل الكتاب في فمه وغير قابل للتمزيق لذلك فهو يصلح للأطفال من عمر الـ 6 أشهر لغاية الـ 7 سنوات تبعاً لما يحتوي من أنشطة بداخله وقد تم تصميم أنشطة الكتاب حسب عمر الطفل، وأساس فكرة الكتاب و أنشطته هو مبدأ مونتيسوري . أما هدف الكتاب التفاعلي، فللكتاب أنشطه تعليمية وترفيهية تعمل على تقوية عضلات الطفل، وتطوير مهاراته من خلال التنسيق ما بين العين واليد ويعلم الطفل على النظام وبعض فعاليات الحياة اليومية بصورة مبسطة وممتعة، كما يهدف إلى إشغال الطفل عن وسائل التكنلوجيا (تلفزيون ، موبايل، آيباد) وأضرارها على المدى القريب والبعيد، كما يحتوي الكتاب مجموعة من النشاطات المتنوعة المفيدة لزيادة الانتباه والتركيز والإدراك والتواصل البصري وتنمية المخيلة الذهنية والحصيلة اللغوية.
بقي للقول تُعرف الدراسات التربوية اللعب على أنه صيغة يستخدمها الأطفال لإرسال عواطفهم وأفكارهم وقيَمهم وتصوّراتهم، كما تُعرف استراتيجية التعلم باللعب بأنها نشاط موّجه يقوم به الأطفال لتنمية سلوكهم وقدراتهم العقلية والجسمية والوجدانية، ويحقق في نفس الوقت المتعة والتسلية؛ فهل تلقى فكرة الكتاب التفاعلي للأطفال الاهتمام الكافي – من الجهات التربوية المعنية – لتكون ركيزة أساسية في اكتساب المعرفة وتقريب مبادئ العلم للأطفال وتوسيع آفاقهم المعرفية.

فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار