الوحدة : 28-9-2022
ثمار وخيرات يانعة تنمو على الأرصفة وداخل الحدائق العامة والمنصّفات الطرقية والأملاك البلدية، عطاؤها المزدوج هو بنك البيوت الثمين، زيتون بجودة عالية بدأ يتكحّل على تلك الشجرات المهملة، بعضها ينال عناية القاطنين قربها فتظهر على مرّ الفصول بشكل جميل خالية من الأمراض، وبعضها الآخر مهمّشة بدون تشذيب وقص أصابتها الفطريات والأمراض الأخرى، وتحديداً الثالول الذي وجد بتلك الغصون أرضية سانحة لانتشاره، كما أن هناك من قام بزراعة العديد من الغراس ضمن وجائب الأبنية والحدائق والأرصفة المجاورة، قدّموا لها العناية المُثلى وبالتالي جني موسمها بمردود جيد، مع العلم أن هناك من سنحت لهم الفرصة بمعاقبة تلك الغصون عبر ضربها وتعنيفها بالعصي للاستيلاء على ثمارها تاركين آثار فعلتهم لتلقّي لوم وعتب المارّة ..
والمُدهش بهذه الظاهرة أن جذور هذه الأشجار تعيش بأمان تحت الأرصفة وكذلك الزفت والأسمنت مخالفة العرف العام بزراعة الزيتون وضرورة حراثة أرضه ولو مرة بالعام الواحد ومع ذلك تعطي خضاراً يانعاً ينعش الأنظار، فهل من إطار عام مدروس ينظّم هذه الزراعة بدلاً من أشجار الحور والصنوبر البري ويتم اعتمادها داخل الأملاك العامّة ضمن إطار يحكم جني مواسمها على تعداد مناطق نموها، علماً أن هناك حدائق متعدّدة تنمو داخلها نماذج من هذه الثمار تتلقّى العناية والرعاية من موظفي الحدائق، لكن المدينة الرياضية تتفرّد بمساحات كبيرة تحتاج إلى الكثير من الاهتمام عبر تنظيف تربتها وإزالة أغصانها اليابسة ووضع مختصّين ومتابعين لأوضاعها، وعلى الطرف الآخر ينمو فصيل آخر من الثمار الفريدة لفاكهة النخيل تعطي ثماراً جيدة بحملٍ مقبول، هي الأخرى لو يتم اعتمادها بالإضافة للزيتون ضمن الأراضي البور وخاصّة المناطق التي أتت النيران على غاباتها والقيام بتشجيرها بالزيتون المقاوم وكذلك النخيل الثمري ذو المردودية الجيدة، من شأن هذا خلق استثمار شعبي آخر بإنتاج جيّد يعود بالفائدة على خزينة الدولة وكذلك القيام بتشغيل أيدٍ عاملة هي بأشد الحاجة للعمل ضمن البوتقة القريبة والمناسبة، فبلادنا زراعية بامتياز وهي بأمسّ الحاجة لتقديم أجود الزراعات التي تتناسب وكافة الظروف المناخية المتنوّعة وتربتها الخصبة.
سليمان حسين