الوحدة : 28-9-2022
بعد هيمنة التكنولوجيا على العالم وجعله موحداً على أجهزة التواصل الاجتماعي، حيث الأخبار الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية تتوافد بتسارع محموم، وأصبح المرء يتابع مايريد عبر جهازه الخليوي، مكبلاً بثقافة جديدة ليس لها ضوابط ولامعايير، الغاية منها السيطرة على الأدمغة، وزراعة اتجاهات معينة تخدم مصالح محددة، حيث تتراكم العواطف الجياشة والاهتمام المتواصل بشخصية سياسية أو فنية معينة، ويصبح هذا الشخص محور الحديث وتتدفق الأخبار المفصلة عنه دون انقطاع رغم أنه لم يقدم أي فائدة تذكر لمحيطنا، ولم يكن له أي دور إيجابي، بل كان سبباً في إحداث الضرر في بلداننا. ومنذ عهد بعيد كان الاهتمام بأصحاب السلطة والنفوذ طريقاً لمن يريد إعلاء شأنه، وللارتفاع بمكانته، والتقرب من اصحاب المعال لكي يضمن المستقبل الذي يطمح إليه المتقرب إن استطاع الحصول على رضى صاحب السلطة بكافة الوسائل، واشتدت هذه النزعة في أيامنا هذه، ولاغرابة في ذلك بحكم تغير التاريخ والزمن، واشتداد سطوة المصالح وعصفها بقوة. إضافة لتعلق أغلب الجيل الحالي بفنانين مغمورين، أو بمشاهير ( السوشيال ميديا) التي أوجدتهم الحالة العالمية، وقد ظهروا بقوة علنية في مجتمعاتنا لينشروا كلمات أغنياتهم السطحية التي يتداولها طلبة المدارس والجامعات، ويطلبونها في حفلاتهم، ويقلدون حركاتهم المبتذلة ولباسهم، ويلصقون صورهم على كتبهم وفي غرفهم، والبعض جعل منهم قدوة. ففي ظل انصراف الكبار لتأمين مستلزمات أسرهم في زحام اليوم، وللحاق بطموحهم، انصرف الأبناء للبحث عن من يعيرهم الاهتمام، وفقدوا الثقة مع الأخرين في ظل نهج عالمي اتضحت معالمه المادية بقوة من حرب المصالح البحتة والمؤامرات والفتن لتحقيق المآرب الذاتية المتعطشة للمزيد من الحروب.
تيماء عزيز نصار