هكذا نتورّط بأحلامنا… زيت الزيتون مثلاً!

الوحدة 24-9-2022

المسألة لا تتعلق بالقدرة على التفاؤل، ولا بوجود أيّ من مقومات التفاؤل، وبالوقت ذاته، فإن التشاؤم ليس صفة ملازمة لنا بالعادة، ولكن، وعند البحث مع الذات عن انفراجة مهما كانت بسيطة يحضر ألف جبل جليد ليردمها بكلّ بساطة..
خير الله وفير، وأشجار الزيتون في المنطقة الساحلية بالكاد تنهض بأحمالها الخيّرة، وبدء القطاف والعصر على مرمى غيث قريب إن شاء الله، ومع هذا لا تغيير ولا انخفاض على أسعار الزيت، ومازال سعر (بيدون زيت الزيتون) من 200- 250 ألف ليرة بشكل وسطي في مختلف مناطق إنتاج الزيت، ولسنا متأكدين من سعره بعيداً عن مناطق الزيت..
سألنا المنتجين والتجّار: هل هناك احتمال بانخفاض السعر، وفقاً لقانون العرض والطلب، فكان الإجماع (لا)، لأكثر من سبب من وجهة نظرهم، وأولى الأسباب الكلفة العالية للإنتاج في جميع مراحله، وقدرة هذه السلعة على الصمود مخزّنة لوقت طويل..
ما ذنب غير المنتج، وخاصة من يقتصر دخله على راتب لا يغني ولا يسمن من جوع؟
السؤال برسم الأيام القادمة، مع تأكيدنا على أهمية أن يحقق المنتج ربحاً معقولاً يبقيه في دائرة الإنتاج بدل الانسحاب منها، كما حصل في دائرة الفروج والبيض مثلاً، وانعكس بشكل مباشر على المستهلك قبل المنتج!
1
عندما يشكو المستهلك من ارتفاع سعر سلعة معينة، فهذا لا يعني بأي شكل من الأشكال إنه يريد خسارة المنتج في سبيل مصلحته، بل يزيد تراكم الأسئلة عن غياب الإدارة الحقيقية في العلاقة بين الطرفين.
2
غالباً ما يكون هناك دعم إنتاج بطرق مختلفة (دعم الوقود مثلاً)، لكن ليس هناك متابعة لسير هذا الدعم، وهل فعلاً يحقق الأثر المرجو منه، أم أن الأمر مجرّد تصريحات، أو على الأقل هناك تقصير في ضبط هذه المسألة؟
3
في النتيجة، وهي الأهمّ، لا حلاً حقيقياً أرضى المنتج، ولا انفراجاً مفرحاً أسعد المستهلك، وبين الطرفين حلقة وسيطة هي التي تأكل (البيضة وقشرتها)، وتحظى بالحصة الأكبر من تفكير أصحاب القرار!

غانم محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار