الوحدة 24-9-2022
(لن نتهاون .. مع حيتان الأسواق..) هذه العبارات والتصريحات الرنانة نسمعها دائماً من المسؤولين، ووعودهم تجعلنا ندخل في دوامة دهاليز حالكة، لأنها مترافقة مع ارتفاع أسعار المواد بالجملة وبشكل مستمر.
تعب المواطن من الشرح والتحليل والبيانات المعلبة الجاهزة التي لا تقدم ولا تبلسم الأوجاع ولا تشبع جائعاً وسرعان ما تذهب أدراج الرياح.
عند تجوالنا نرى الأسواق عامرة ووفيرة بالسلع الغذائية المتنوعة والأصناف التي لا تعد ولا تحصى، إلا أن شراءها ليس بالأمر السهل، فالأسعار فلكية تفوق القدرة الشرائية، وهي حكماً بعيدة المنال. بالمختصر المفيد أصبحت تلك المواد للفرجة فقط.
بين ترقب وانتظار يحاول المواطن أن يعي ما يجري على أرض الواقع فالأسعار وصلت إلى حد الجنون والوضع المعيشي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، بل يتفاقم والشكاوي تكثر من الغلاء الفاحش الذي لا يقبله عقل ولا منطق.
هل يتساءل المسؤولون كيف يتدبر المواطن أموره المعيشية..؟! مفارقه نعيشها يوماً بيوم على مدار الساعة، والفجوه تتسع شتان مابين الدخل والإنفاق الأسري. ومعظم الأسر تخلت عن الكثير من المواد الغذائية وعلى قائمتها اللحوم الحمراء والبيضاء، فقد غابت مادة الفروج عن موائدهم حتى أصبحت بعيدة كل البعد عن متناول اليد، لأنها تفوق قدرتهم الشرائية، فقد وصل سعر قطعة الفروج الواحدة ١٠ آلاف ليرة سورية ومافوق ، وسعر صحن البيض يفوق ١٧ ألف ليرة سورية حسب الوزن، والبيضة الواحدة ب ٦٠٠ ليرة سورية، كما نرى بشكل واضح وصريح تفاوت في الأسعار بين محل وآخر دون حسيب أو رقيب. وتبرير ذلك زيادة تكاليف الأعلاف والأدوية وأجور النقل … وغيرها من المواد، بالإضافة إلى خروج الكثير من مربي الدواجن عن العملية الإنتاجية.
نتساءل هنا ألا يوجد حلول ناجعة لاستمرار العملية الإنتاجية وعودة المربين، أو إيجاد خطة سريعة إسعافية إنقاذية أو بدائل أخرى لتدارك الأمر..؟!
تعب المواطن من الكلام المعسول وسياسة التبرير وسد الذرائع البعيدة كلياً عن الواقع نحن بأمس الحاجة لقول وفعل معاً للوصول إلى بر الأمان، وإلا يبقى الكلام هباءً منثوراً !
إلى متى لا حلول ولا بدائل ؟ هل يطول انتظارنا؟
مريم صالحه