(الترويقة) والطعام المهاجر ؟!!

الوحدة 24-9-2022

الكثير من المواد الغذائية خرجت تماماً عن موائد العامّة من العائلات تقريباً، تحديداً مواد وطعام الفطور أو كما يقال (الترويقة)، وفي نظرة سريعة لما وصل إليه الحال على واقع تلك المواد الهاربة، فقد خرجت عن السُفر بشكل قسري كافة أنواع الجبنة محبوبة الجميع، وأصبحت أسعارها كاوية تسابق قطعان الحلوب ( ٢٠٠٠٠ ليرة كحدّ وسطي)، وهذا أمر طبيعي نظراً لما وصلت إليه أسعار العلف والأدوية الخاصّة بصحّة الماشية من أبقار و أغنام.


كذلك خرجت القريشة والشنكليش أخوة وأشقّاء الأجبان، نظراً للتطورات التي حصلت على أسعارها أيضاً، فتلك الحبّة الصغيرة بحاجة إلى عمليات تدوير وتقليب وتشميس وتخمير وبالتالي كمية كبيرة من سائل الحليب (الأصلي) للوصول إلى تلك الكتلة المتعفّنة، إضافة إلى سفر بعيد مارسته الحلاوة بطحينية وأنواعها الّلذيذة، ولم يبق على هذا الميدان الصغير من طعام سوى بضع حبّات من الزيتون، وكذلك البيض الذي يتربّص ودجاجه بالجميع على نيّة سفر آخر إذا استمر بالصعود التكتيكي، إضافة إلى صحن صغير من زعتر المائدة الذي يحافظ على وقاره السعري بواقع ١٠ آلاف ل.س للكيلو، لكن رفيقه من زيت الزيتون يجعل الكثيرين من محبيه بحالة خصومة مؤقتة بانتظار الموسم المقبل للزيتون وزيته الّلذيذ، مع العلم أن الّلجوء إلى لمّة يوم الجمعة وممارسة عادة فرش المائدة بالفلافل والفول والحمّص بأنواعه ورفيقه الّلدود المخلل وكذلك المربّى، ما هي إلا مغامرة يشوبها الكثير من الجرأة خاصّة إذا كانت الّلمة أكثر من خمسة أشخاص، لأن ما وقع على الأجبان من أسعار لاهبة أصاب الباقي من طعام الفطور تحديداً منسف الفتّة، الذي تحيّد كلياً عن أصحاب الدخل الخجول.


لذلك لا بُد من اتباع سياسة التقشّف الصباحي للوصول بأمان إلى سفرة الغداء المتأخّرة التي تآخت مع العشاء برضى كافة الأطراف والاكتفاء بوجبتين، فهناك الكثير من المجتمعات يتّبعونها لما لها من فوائد على الصحة البدنية والنفسية .. علينا بتطبيق هذه السياسة تمهيداً للقادمات من الأيام.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار