مفارقات حِصص الشخص من الخبز

الوحدة : 21-9-2022

المساواة ليست عادلة في بعض الأحيان، فالتطورات التي وقعت على حِصص الفرد من مادة الخبز وضعت الكثيرين في مواقف صعبة لا يُحسدون عليها، فهل يُعقل أن يُقاس طفل رضيع قادم إلى الحياة ويمتلك من مخصّصات الخبز ما يمتلكه شاب أو رجل يعمل طوال النهار بين أعمدة البيتون وصعود سلالم خشبية وبيتونية، يحمل على أكتافه من الأثقال ما يزن خمسة أطفال وأكثر، وعمّال آخرون يقضون ساعات نهارهم في أراضٍ زراعية طعامهم الأوحد الخبز والزيت والبندورة، والحديث يطول حول لذّة الطعام وكمياته بتلك البراري، وبالنتيجة هذه البدعة التي حطّت رحالها الظالمة على البطاقة الذكية يُفترض إعادة النظر بسياستها البرمجية عبر دراسة أوضاع وأعمار أشخاصها ومخصّصاتهم الغذائية، مع العلم أن الربطة الواحدة في بعض الأفران الخاصّة تزن نحو ٦٠٠ غرام أي ٢٠٠ غرام لوجبة الشخص الواحد، هنا يمكن لأحد العمّال ” أصحاب الهِمم البدنية العالية والأسنان القوية ” القضاء على محتوى هذه الربطة بفترة وجيزة، وأقل ما يمكن فعله حالياً لمساعدة هذه الفئة هو العمل على مراقبة وزن الربطة لتصبح أرغفتها أقرب إلى المعقول وإبعاد الّلوم عن حجم الرغيف، مع العلم أن يوم السبت هو يوم الحصول على ربطة واحدة لمدة ثلاثة أيام، ولم نتكلّم عن ضيف مُقيم ووجبات متعدّدة، فالشتاء وساعاته الطِوال قادم سيكون استهلاك الخبز مضاعفاً لجميع الفئات العمرية عبر لفّ السندويش بين أوقات الفراغ تمهيداً للوجبات الرئيسية المطعّمة على الأغلب بطبخ الرز والبرغل الذي لا يُنجي الكثيرين من تناوله بالخبز، فهل يتم إنصاف الشخص عبر زيادة مخصّصاته، واعتماد الأوزان الحقيقية إن أمكن ذلك، أو العمل بالسعر المدعوم على الأقل في جميع نقاط البيع أسوة بمادة السكّر.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار