الوحدة: 19-9-2022
كل التهنئة لعودة(المعكرونة السريعة) وانتصارها المؤزر على الصعوبات، اقتصاد (جبّار) كان على وشك السقوط، لكن بقدرة عجيبة – على ذمة شبكات السوشال ميديا – حدثت ضجّة وحراك فيسبوكي لمدة ساعتين بعدها جاء الاتصال المنقذ ليعيد ذلك المنتج إلى جماهيره العريضة وترافق مع إطلاق وعود بدعمه وإعادة عجلة إنتاجه الشعبي لترتسم البسمة على محيّا الصغير والكبير وتتم العودة عن قرار الإغلاق، شعبية هذا البلسم أطلقت عنانها على شبكات التواصل بدعاية مجانية لمُنتج محلي يشبه علكة شهيرة على زمانها، فحصلت حينها ردّات فعل عديدة بين مؤيّدين ومعارضين لاستمراريته ، وتفاوتت آراؤهم حول حتمية رفع أسعاره وعروض وأخرى، دعايات إعلانية بين العرض والطلب على تلك البضاعة، والمفارقة التي تُدمي القلب بتلك الضجّة الفيسبوكية الشعبية والرسمية أن هناك العديد من المعامل التي كانت تمتلك مساحات اقتصادية على مستوى الشرق الأوسط من حيث الأهمية والمكانة أصابها الإرهاق والتعب في بعض مفاصلها، فلم نر أحد من دنيا أصحاب القرار يتباكى على تلك الركائز الاقتصادية الحكومية، خاصة ما وقع على معمل كونسروة جبلة ومنتجاته المتنوعة عالية الجودة، وكذلك معمل حرير الدريكيش المتفرّد بالشرق الأوسط بصناعة خيط الحرير، ومعمل الجرارات، وما كانت تعكسه هذه المنشآت على واقع تشغيل الأيدي العاملة في تلك المفاصل، وما تشكّله من دعم اقتصادي محلّي يدرّ الكثير من العائدات على خزينة الدولة، فهل ينظر أصحاب الشأن داخل منظومة الاقتصاد الحكومي بعين الاهتمام لتلك الصروح الاقتصادية بمساحاتها وأدوات إنتاجها، أسوة (بالمعكرونة السريعة)، تلك الوجبة المدمّاة بأنواع غريبة من التوابل وآثارها الضارّة على الأبدان الصغيرة وأمعائهم الحسّاسة.