الوحدة: 13- 9- 2022
كعادته دائماً يحرص فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية على تقديم الزاد الأدبي المنوّع من مكامنه الأصلية لجمهور ذواق للأدب ومستمتع به.
وهذه حال الظهرية التي أقامها الفرع بعنوان: “المرأة في الشعر” بمشاركة مجموعة من أعضاء الاتحاد. في مادتنا الآتية نقتطف بعض مما ورد من الفعالية، والبداية مع الدكتور “عدنان أحمد” الذي قال: إن المرأة كانت تمثل بالنسبة إلى الشاعر القديم مفتاح الوعي، وأداة لتحقيق الذات، والحلم الجميل، والرغبة الظامئة، والأمل البعيد.
وهذه كلها تعبر عن شيء مهم ظل الشاعر القديم يبحث عنه وهو الطمأنينة التي كان يرجوها ليتحرر من إحساسه الشديد بالقلق، لقد رأى الطلل طلل امرأة، وما بقي من آثار الديار كان يخص امرأة، وكثيراً ما كان يبتدئ القصيدة بذكر المرأة وكأنها تعويذة يستعين بها على ولوج عالم الإبداع.
كما كان يعدد مناقبه أمامها وكأنها المرآة التي لايرى وجوده إلا فيها، كان يسعى إليها ولكنه لم يكن يريد الوصول، فلقد كان بعده عنها ضرورة من ضرورات إبداعه، كان يريدها حلماً لا يتحقق لأن تحققه يعني تحقق ذاته، وهو، أي الشاعر، كان يدرك أن ذلك مستحيل لأن الإنسان في جوهره مستقبل، ولكن يكف لحظة عن أن يختار لنفسه ما يريد أن يكونه، وهكذا كان يعاني التوتر بين ما هو عليه وما يريد أن يكونه.
وليس هذا التوتر سوى صورة من صور ازدواجية الوجود والعدم، الحياة والموت، الأمل واليأس…. وهي ازدواجية تتجلى في العلاقة مع المرأة في الشعر بصورة الوصال والهجر، الوعد والإخلاف، الأمل باللقاء واليأس منه لقد كان الشاعر يدرك أن المرأة التي أخرجته من عالم الطمأنينة هي وحدها التي يمكنها أن تعيده إليه.
الأستاذ جابر خليل، ألقى قصيدتين بعنوان (قبلة): / مرت سهامك نختار منها الأبيات الآتية / – أنا شاعر قد أنكرتني ريشتي وعصا المداد مشاعري عند الألم أنا شاعر وسلاح فتحي وحدتي وأعيش في ليل تعسعس وأدلهم فإذا المنافذ عند ليل أطبقت ألوي على كأس شهي محترم أنا لا أظن بأن ليلى أنكرت أو كنت يوماً في جداولها رقم – الأستاذة ربى منصور، شاركت بقصيدتين حملتا عنوان: “أمنية” وأي حنين” إضافة إلى قصة بعنوان: فضول نقرأ منها الأسطر القادمة… إحدى هواياتي قراءة أوراق النعي حتى لو كنت مستعجلاً أقف وأقرأ اسم الميت عمره وأقاربه، وأتمنى لو كتب سبب الوفاة لأشبع فضولي في معرفة حالة قبل مغادرته الحياة، هذا الصباح كنت أحلق بمزاج رائق فإذا بورقة نعي تصعقني، لم أصدق إنه أنا بشحمي ولحمي أصبحت في عداد الأموات.” العمى! متى حصل هذا؟ سألت نفسي وهرعت إلى البيت لأتبين الحقيقة.
رفيدة يونس أحمد