المؤتمر العلمي السادس لصيادلة سورية ..تحت شعار ( الصيدلة من الألف إلى الياء ) باللاذقية في يومه الأول
الوحدة : 9-9-2022
استقبلت اللاذقية باحثين وأكاديميين في تظاهرة علمية صيدلانية في مؤتمر الصيدلة بنسخته السادسة والذي أقامه فرع اللاذقية لنقابة صيادلة سورية بمشاركة 24 محاضراً ليقدموا أبحاثهم وعلومهم في أربعة محاور ضمت (الجديد في الصيدلة، الأوبئة وضبط العدوى، البحث العلمي ، التدريب والتأهيل ) إضافة إلى 4 ورشات علمية بحثية، و 12 شركة من شركات الصناعات الدوائية.
* تنسيق بين النقابة والقطاعات الصحية للارتقاء بالعمل
قال رئيس المؤتمر الدكتور محمود شبار نقيب الصيادلة بفرع اللاذقية : هذا المؤتمر يشكل تظاهرة علمية صيدلانية طبية مميزة يقام للمرة السادسة في اللاذقية بلد الأبجدية التي لاتزال شمسها تسطع بفضل مبدعيها كما سطعت شمس أوغاريت على العالم، وتحدث عن دور الصيادلة في الحفاظ على الأمن الصحي وتلبية احتياج المريض للدواء، ومواصلة العمل رغم التحديات الراهنة من الحرب الكونية على سورية والاجراءات القسرية التي فرضت على القطاع الصحي وأثرت سلباً على الصناعات الدوائية
وأضاف: من هذا المنطلق نبذل جهوداً للارتقاء بهذا القطاع وتطويره بما يتوافق مع المعايير الدولية. ويأتي نجاح المؤتمر عبر سنوات بفضل التنسيق بين النقابة والقطاعات الصحية على اختلافها، واستجابة لاستراتيجية وضعتها نقابة صيادلة سورية والقطاعات ذات العلاقة لتطوير أداء الصيادلة وإغناء معارفهم وصقل مهاراتهم، من خلال التبادل المعرفي ومتابعة آخر المستجدات العلمية والعملية بالصيدلة ..مع تطوير العمل النقابي وتعزيز التعاون .
* افتتاح اختصاص الصيدلة السريرية وصيدلة المشافي
أكدت الدكتورة وفاء كيشي نقيب صيادلة سورية أن تطوير المناهج العلمية الصيدلانية، والصيدلة الصناعية كان له نتائج كبيرة على تطوير الصناعات الدوائية، وزيادة مهارة وكفاءة العاملين فيها.
ويأتي المؤتمر ليحقق التفاعل العلمي والمهني بين المشاركين، ولفتت د.كيشي إلى دور النقابة واهتمامها بالبحث العلمي وإقامة المؤتمرات العلمية مع مشاركة المعامل الدوائية لصالح الجميع كشريك في عملية التنمية. وكشفت خبراً عن افتتاح اختصاص الصيدلة السريرية وصيدلة المشافي، مع الأمل باختصاصات جديدة سترى النور.
* أغلى دواء بالعالم.. العبوة بمليوني دولار
قدم الدكتور محمد هارون عميد كلية الصيدلة بجامعة تشرين عرضاً تناول أغلى دواء بالعالم والذي وصل سعر العبوة منه إلى مليوني دولار، وقال: يعتمد الدواء على تقنيات البيولوجيا الجزئية وتطوير الأدوية الجينية، دواء للمستقبل يعطي حياة ثانية لمرضى الضمور العضلي الشوكي، وعددهم قليل عالمياً، حيث يولد طفل من أصل 11000 طفل بهذا المرض الوراثي. وأوضح: هذا الدواء محمل على فيروسات، يحقن المريض فيقوم الفايروس بغزو الخلايا العصبية واستبدال الجينات المريضة بسليمة، وإعطاء المريض حياة جديدة .والدواء مسوق عالمياً، لكن مشكلته بارتفاع سعره لتصل العبوة منه إلى مليوني دولار، مسوق من شركة سويسرية، وهو حديث نسبياً.
وفيما يخص المؤتمر والصيدلة في سورية وخصوصاً البحث العلمي وتبني دواء جديد من صناعتنا ، أكد .د. هارون أن المؤتمر علمي معرفي ليطلع الطالب على أحدث الأدوية والأبحاث . أبحاثنا تهتم بالنباتات الطبية الموجودة بكثرة في الساحل السوري، وتشكل إشراقات جيدة لأدوية المستقبل، وبحاجة لدعم من الصناعة الدوائية السورية التي لاتزال صناعة تطبيقية، تأخذ مواداً أولية جاهزة تصنع بشكل صيدلاني . بينما تبنّي أي دواء جديد بحاجة إلى أبحاث وتطوير وتجارب وتكاليف باهظة ولاتزال الشركات صغيرة قياساً بالشركات العالمية والتي يمكن أن تتحد أكثر من شركتين لإنتاج دواء وعند تسويقه تغطى مصاريف البحث العلمي . هناك لمسات للبحث العلمي في سورية مع الأمل بشباب سورية لمستقبل زاهر .. بالمختصر : نحن نسوق شكلاً صيدلانياً ولكن ليس مادة فعالة .
* عالم الدواء .. وصلت قيمة صناعة الأدوية في 2020 إلى 1،43 تريليون دولار
قدم الدكتورمحمد مارديني محاضرة تناول فيها عالم الدواء ..الذي صار جزءاً من حياة الانسان مع انتشار الأمراض والأوبئة التي فتكت بحياة الملايين وآخرها كورونا، ..ومن أسباب المرض أسلوب الحياة وغياب النشاط البدني والتغذية غير الصحية، وضعف جهاز المناعة. هناك بعض الأمراض صار من السهل السيطرة عليها مع وجود الدواء والتجهيزات الطبية للفحص والعمليات. ولفت د. مارديني إلى أن شركات الأدوية لايوجد عندها عنصر الإنسانية ، إنما شركات تجارية للربح وتطور الأدوية للعالم الغني بينما أمراض الفقراء لاتهتم بها.. بذلك وصلت قيمة صناعة الأدوية إلى أرقام غير مسبوقة، ففي عام 2020 بلغت 1،43 تريليون دولار ..وأصبحت صناعة الأدوية موضع اهتمام المستثمرين والباحثين، نظراً لأن صناعة الأدوية تعتمد على الأبحاث فإن شركات الأدوية تنفق نحو 150مليار دولار سنوياً على مشروعات البحث والتطوير وذلك من أجل مواكبة الطلب العالمي المتزايد على الأدوية والضغوطات لتطويرها لتقديم أكثر العلاجات ابتكاراً وأحدثها. وتطرق إلى أهم الشركات العالمية للدواء، أكثر أنواع الأدوية التي اكتشفت.
* تحذير من المقاومة الجرثومية بتناول الدواء عشوائياً
في حديث مع الصيدلانيتين عالية السراج وسوسن كوجان من حماة، عدنا للواقع بعيداً عن المؤتمر وتمحور الحديث عن انقطاع وعدم توفر أنواع أدوية، وارتفاع أسعار الدواء المضطرد، والتشكيك بفعالية بعض أنواع الأدوية. جاء التأكيد على معاناة الصيادلة من عدم توفر أنواع أدوية وانقطاعها مع البدائل، ودائماً هناك نقص بأنواع منها ، وبالنسبة لارتفاع سعر الدواء أكدت الصيدلانية سوسن أن نشرات أسعار الأدوية الصادرة عن وزارة الصحة يتم تعديلها ورفعها يومياً، ولفتت إلى ظاهرة منتشرة حالياً نتيجة تدني الوضع الاقتصادي والمعيشي، عند وصول مريض يحمل وصفة طبية لصرفها بالصيدلية يطلب تقييم سعرها وعندما يعلم يأخذ الوصفة وينسحب من الصيدلية، أو يطلب أهم دواء بالوصفة التي قد تصل إلى 40 ألف ل.س، رغم أننا نحاول أن نساعده ..من جانب آخر أشارت إلى أن الأدوية المستوردة يتم الاستغلال والاحتكار من المستودعات لرفع سعرها، ومن خلال تحميل الدواء المطلوب بدواء آخر قد اقتربت نهاية صلاحيته أو ضعف الطلب عليه، رغم أنه حالياً بالمستودعات يوجد تصافي، والدواء الأجنبي مطلوب من أصحاب القدرات المادية لكنهم بالفترة الأخير بدؤوا بالعودة للدواء الوطني نتيجة ارتفاع أسعاره.
وحول تراجع وانخفاض فعالية الدواء، حذرت من انخفاض الاستجابة عند المرضى بسبب التداول العشوائي للمضادات الحيوية وهذا يسبب المقاومة الجرثومية، فالشعب صار يشخص ويداوي نفسه بنفسه، وهذه ثقافة خاطئة سيدفع ثمنها بالمقاومة الجرثومية نتيجة الجهل والإهمال من الجميع. ولفتت إلى أن هناك حالات تراجع الصيدلية وليست بحاجة لدواء ونقول لها ذلك، لكنه يصر على تحديد نوع دواء هو يختاره وعند رفضنا يذهب ليأخذه من صيدلية أخرى ..خصوصاً للرشح والكريب.
وداد ابراهيم