الوحدة : 7-9-2022
سعيد عباس نحات مبدع من اللاذقية على مستوى عالمي بعدما نهل من الحضارة الفنية الرومانية الكثير، يعمل بصمت وتواضع في ورشته النحتية في قرية شير الخراب -البهلولية، درس فن النحت في رومانيا.
تذهل بقطعه النحتية الخشبية، وخاصة الجديدة منها التي بصدد الإعداد لمعرض فردي خاص بها قريباً. معه كان لنا هذا اللقاء للحديث عن تجربته، وأمور تخص النحت.
– بداية هل تحدثنا عن فترة دراستك في رومانيا ؟
بعد حصولي على الشهادة الثانوية، أُرسِلتُ في بعثة لدراسة هندسة الديكور في جمهورية رومانيا، ويتضمن هذا الاختصاص دراسة عملية للرسم والنحت والزخرفة والترميم وبشكل مكثّف، والتصميم الداخلي والخارجي. شاركت في رومانيا وخارجها بعشرات المعارض. في عام 1984 عدت إلى أرض الوطن، ومنذ ذلك الحين أشارك بمعارض جماعية، وأقمت معارض فردية، والآن أنا بصدد الإعداد لمعرض فردي قريباً.
– إذا قارنا سريعاً بين النحت الروماني والنحت السوري فلمن الغلبة؟
لا شك أن النحت السوري حقق مرتبة عالية على الساحة الفنية، ولكن أرى من واجبي واعترافاً بالجميل وبالحق عن الفن برومانيا، لقد وصل الفن الروماني إلى درجة عالية جداً، بل مبهرة من الرقي والإبداع لدرجة لا يمكن مقارنته مع أي فن، لأن هويته فريدة، وهذا التفرد عريق وضارب في القدم ويعود لعقود وعقود. إضافة إلى الاهتمام الكبير عندهم بموضوع الفن والثقافة، بحيث لم تكن تخلو صالة من معرض، ولا دار كتب من مطبوعات جيدة وجديدة. الحضارة الفنية الرومانية غنية عن التعريف في كل أنحاء العالم، فشكراً لبلدي التي أرسلتني للدراسة هناك، وشكراً لرومانيا التي درّستني.
– قبل سفرك لرومانيا، ألم يكن لديك اهتمامات فنية أبداً؟
بالطبع كانت لدي موهبة، وهذا ما عشته منذ نعومة أظفاري حين بدت الموهبة عليّ في سن مبكرة، فبدأت أرسم وأنحت في وقت واحد، ولكن كان للرسم الحيّز الأكبر.ومع مرور الزمن اكتسبت خبرة جيدة بالتعامل مع الألوان، حتى كنت أقضي وقتاً طويلاً أمزج الألوان وأكتشفها لوناً بعد آخر وأنا في سعادة، حتى أصبحت الألوان طوع يدي، هيّنة سلسة، وكانت كل أعمالي في تلك المرحلة عن الطبيعة وأذكر أنها كانت كثيرة جداً. كان النحت عندي أقل وكل منحوتاتي أشخاص، ولكن بعد السفر، انقلبت المعادلة وصار النحت هو الكل بالكل. ولا شك أن تجربتي النحتية تطورت اليوم، لتكون متأثرة بدراستي في رومانيا، ومتأثرة ببيئتي السورية، ولا أزال أبحث عن تطويرها أكثر فأكثر، وهذا ما يجب أن يكون عليه الفنان الحقيقي، البحث والتطوير الدائم.
مهى الشريقي