الوحدة 3-9-2022
ضمن الأمسية القصصية التي شارك فيها مجموعة من القاصين في احتفالية حنا مينة في عاديات اللاذقية، كان من بين المشاركين الفنان والقاص حسين صقور عبر جزء مقتطع من ثلاثيته والتي ستكون موضوع عمله القادم وطن الفينيق.
وللاطلاع على مضمونها سألنا القاص صقور فقال: هي تصور إيقاع الرحيل والوداع الأخير، بأسلوب يجمع ما بين الحس الأدبي الوصفي للحظات مؤثرة، ولغة السيناريو بأفعالها الحاضرة ابتداءً من هواجس الزوجة وحدسها لتستيقظ على حلم مخيف صباحاً توقظ زوجها كواجب، ثمّ تحاول بشتى الوسائل منع زوجها من السفر والمغادرة في مثل هذا اليوم دون جدوى، فحجة زوجها أكثر إيماناً واقتناعاً بالقضاء والقدر .. ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
ثم إيقاع الطريق وتداعيات بطل القصة، الزوج أيمن، على الطريق ليختم بالنهاية الأكثر تأثيراً ضمن المشاهد الأخيرة في بيت أم أيمن.
أما المقطع الذي اختاره لنا من قصته كمقتطفات :
“كما البيدق بغير إرادةٍ يمشي
لا صوت له … سوى خطواتٍ
تضرب الأرض على إيقاع الرحيل
تشقّ سكون الليل شاحنةٌ يتلاشى عنينها مع الغياب في ملامح ابنه الغافي
يمدّ يداً من الشوق توقظه ينحني إليه .. يقبّله .. يهديه كلّ ما يشتهي .. يعده أنه لن يغيب عنه أبداً
يضمّه إلى صدره … ثم يدير وجهه تاركاً للرّيح مسح الكلمات….
إلى صور أخرى
وعلى الأرض يلتمع اخضرار … بعضٌ من أضواء الليل المنسيّة تطلّ على مشارف المدينة، المحلات ترمي رصاصها على السكون، وتفتح أبوابها لنشازِّ الحياة “.
ويختم الجزء الثالث
كانت الشّمس تعارك الغيوم وضوءها يتسرّب بخجلٍ ويتلألأ على القطرات العالقة كما النجوم كان الدخان يتصاعد، وقوس قزح يمتد مسافراً إلى وجه أيمن المتماهي مع ملامح والده المشبعة بالطيبة والحب. كان جرس الهاتف يرنّ ولسان عزّام يصارع أول حرف من حروف الأبجدية، ودموع رؤى تسبقها إلى مدخل الدار.
أما عيون أم أيمن فكانت لاتزال شاخصة في الأفق البعيد.
ويقول القاص صقور: هذا العمل يصلح ليكون فيلماً سينمائياً بامتياز، لأنه مثال حال كل العائلات السورية التي عايشت الرحيل من خلال فراقها لأهم أشخاص في العائلة الزوج، والأخ والأخت أو الأبناء. الكل عانى الفراق أو الرحيل بدرجة أو بأخرى. أتمنى أن يلقى العمل من يتبناه، ليكون كما ذكرت فيلماً سينمائياً شاهداً على صعوبة وقساوة الرحيل.
مهى الشريقي