دراسة اقتصاديّة في التكلفة والعائد لمشروع إنتاج الفطر المحاريّ في اللاذقية   

الوحدة 2-9-2022

تمثل المشروعات الصغيرة والمتوسطة الركيزة الأساسية للتنمية الاقتصادية لأي دولة سواء متقدمة أو نامية، نظراً لأهمية الدور الذي تلعبه في الاقتصاد. ولذلك تشكل ما نسبته 95% من إجمالي المشروعات في العالم، عموماً يعد الفطر بأنواعه المتعددة كنزاً حقيقياً وللأسر الريفية على وجه الخصوص، وبالنسبة للفطر الأكثر انتشاراً في الآونة الأخيرة فإنّ الفطر المحاري يشغل المرتبة الأولى، وسُمي هكذا نظراً لشكل رأسه الشبيه بالمحار، هذا ما تصدى له الطلاب: فاطمة بسام يعقوب وميري حنا منصور وضياء عيسى زيدان في بحث أعدّ لنيل الإجازة الخاصة في الهندسة الزراعية، والذي حمل العنوان الآتي : ” دراسة اقتصادية في التكلفة والعائد لمشروع إنتاج الفطر المحاري في اللاذقية ” .

ويتميز الفطر بطعم لطيف غير لاذع ويُعد من الأغذية الصحية الغنية بالبروتينات، والعناصر المهمة لصحة الإنسان ويُستخدم بكثرة في الأطباق الغذائية المتنوعة والسلطات، كما يُستخدم أيضاً كعلاج مضاد لكثير من الأمراض وخاصة السرطانية، ويدعم جهاز المناعة للإنسان.

إلا ان اعتماده بشكل أساسي على مخلفات محصول القمح وغلاء ثمنها لدخولها ضمن الدورة العلفية للمواشي، خاصة مع ازدياد الطلب على هذه المادة نتيجة ارتفاع أسعار الاعلاف المستوردة. هذه أسباب ارتفاع تكلفة إنتاج الفطر، خاصة مع صعوبة تسويقه بسبب انخفاض القدرة الشرائية للمواطن السوري وعدم استساغته من قبل العديد من المستهلكين، وتفضيل الفطر الزراعي المعلب عليه.

إذ غدا الفطر المحاري زراعة اقتصادية واعدة، ويعد مشروعاً ناجحاً لمن يبحث عن مصدر رزق مساعد يحقق دخلاً ثابتاً للأسرة بأقل كلفة ممكنة لمواجهة ظروف الحياة الصعبة والمعقدة والغلاء الذي طالت سهامه جميع سبل الحياة.

يتواجد في الطبيعة آلاف الأنواع من الفطر المحاري التي تتباين فيما بينها في الحجم والشكل واللون والطعم والمذاق، ومعظم هذه الأنواع مأكولة وذات مذاق محبب إلا أن هناك نسبة قليلة تعد سامة .

أما متطلبات الزراعة:

1. بذار الفطر

2. التبن

3. أكياس نايلون

طريقة العمل:

1. نقوم بغلي التبن في ماء نظيف لمدة ساعة، ثم يوضع التبن في أكياس خيش، أو أي نوع أخر من الاكياس، متحملة للحرارة، وقابلة لدخول الماء إليها، لبسترت تبن بشكل جيد.

2. يصفى التبن، ويفرش على طاولة نظيفة معقمة، موضوعة ضمن غرفة غير معرضة للتيارات الهوائية، للحد من التلوث إذ من الممكن أن تعترض الزراعة لامتصاص الرطوبة الزائدة، ويفرش على الطاولة يبرد التبن ليصبح دافئاً، ثم تضاف له كمية من الكلس الخاص بعد ذلك تبدأ عملية الزراعة.

3. تبدأ عملية الزراعة بوضع طبقة من التبن بسماكة ٢٠سم في كيس زراعة شفاف، تليها طبقة من البذار بمقدار ملعقة طعام كبيرة، ترش فوقها طبقة من التبن ثم طبقة ثانية من التبن حتى اكتمال الكيس.

4. يثقب الكيس من كل الاتجاهات بمسافات تتراوح من ١٥ – ٢٠مم بين الثقب والآخر، ثم توضع الأكياس في التحضين، ويفضل ألا تنخفض درجة حرارة التحضين عن ٣٠درجة مئوية في الأصناف الشتوية أو الصيفية ويجب تكثيف معدلات Co2 ضمن حدود معينة تبعاً للصنف، لأن Co2 يشجع الميسليوم على النمو كما يجب تأمين مستوى مقبول من الرطوبة.

5. عند اكتمال نمو الميسليوم، وتغطيته لكامل كمية التبن المزروع، هنا يجب عكس الظروف السائدة سابقاً بشكل كامل، حيث تبدأ عملية التهوية الدائمة لتأمين نسب ملائمة من الأوكسجين وإفراغ الغرفة من Co2 لأن بقاءه ضمن الغرفة بتركيز عال يؤدي لتشوهات بالثمار، من خلال استطالة السوق وصغر القبعات، كذلك الأمر يجب تأمين إضاءة مناسبة وكافية للرؤيا فقط، كما يجب رفع معدلات الرطوبة بشكل ملحوظ.

أما الاستنتاجات التي خلص إليها البحث:

– يعد مشروع إنتاج الفطر المحاري مشروعاً رابحاً، ولايحتاج إلى خبرة فنية كبيرة، ويحقق أرباحاً مجزية، إذا ما توفرت مستلزمات الإنتاج الجيدة والشروط الفنية المناسبة لنمو الفطر المحاري.

– العمل على فتح أسواق جديدة أمام الفطر، وتسهيل تسويقه مع إدخاله في وجبات سورية جديدة وتشجيع المزارعين على حفظه وتصنيعه.

– العمل على زيادة وعي الناس تجاه الفطر المحاري بسبب أهميته الطبية والغذائية من خلال القيام بدورات تدريبية في المحافظات التي لم تنتشر فيها بعد زراعة الفطر المحاري.

 

نور محمّد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار