الوحدة: 1- 9- 2022
قدّم الكون للإنسان الحياة، فقدم الإنسان للكون الفنّ، الفنّ تلك القيمة السامية والتي هي النتاج الأكمل والأرقى للبشرية.. بهذه الكلمات الراقية بدأ الأديب والشاعر عاطف صقر حديثه عن الأمسية الغنائية المتميزة للفنان إبراهيم صقر وفرقة بسمة الموسيقية بإشرافه وإشراف باسم بسمة، وبمشاركة المغنيين حوراء ساحلي وراكان اسكندر ، وفرقة سما للفنون الشعبية، والتي أُقيمت برعاية وزارة الثقافة – مديرية المسارح والموسيقا – المسرح القومي في اللاذقية – بالتعاون مع مديرية الثقافة باللاذقية.
مدير الثقافة في اللاذقية الأستاذ مجد صارم أشار إلى أنّ هذه الاحتفالية برعاية وزارة الثقافة، وهي واحدة من الاحتفاليات التي يسلط فيها الضوء على التراث الساحلي، وما ميّز هذه الحفلة مشاركة أجيالٍ مختلفة تناقلت التراث عبر أغانٍ أدّتها على مسرح دار الأسد للثقافة.
وعن الاحتفالية التراثية الطربية تابع الأديب عاطف صقر قائلاً: ضمن نشاطات ومهرجانات عدة تقوم بها وزارة الثقافة مشكورة في إطار خطتها لإعادة الاعتبار للفن السوري بشكل عام وللتراث السوري الجميل والأصيل بشكل خاص، وتعريف الأجيال الشابة بفنونها وتراثها وفلكلورها… ولأن الساحة الفنية الثقافية بحاجة دائماً لهذه الإضاءات بإطاريها العام والخاص، أقيمت احتفالية اليوم، التي قادتها الفرقة الموسيقية المؤلفة من الأساتذة:
على الغيتار باسم بسمة وعلى العود عاطف صقر وعلى الكمان بشار خضور وعلى الناي أثيل حسون وعلى الأورغ زياد بسمة وعلى الأورغ حسن مرعي وعلى الطبلة أيمن شكوحي وعلى الكاتم أمجد حاتم وعلى الدرامز جان حبيب، مع الكورال هديل صقر – هاشم صقر- عفراء صقر- كرم حسن.
وعن مشاركة الفنانة الواعدة حوراء ساحلي حدثنا الأديب عاطف صقر : ولأن سورية الولادة أنجبت خيرة العقول وخيرة المواهب التي أبهرت الدنيا بطاقاتها الخلاقة ومعدنها الأصيل، قدمت اليوم صوتاً جميلاً، أحبت أن تشارك لتؤكد أن الحفاظ على الأغنية السورية مسؤولية عابرة للأجيال، واختارت تقديم أغنية من أرشيف الفنان إبراهيم صقر بعنوان أنا مقدر وهي من كلماته وألحانه، مع الموهبة الواعدة حوراء ساحلي، كان الجمهور على موعد مع صوتها الدافئ وحضورها الجميل.
كذلك أشاد الأديب عاطف صقر بمشاركة الفنان الشاب راكان اسكندر وقال: ولمّا أسس رواد الأغنية السورية فأحسنوا البناء والتأسيس، واليوم جيل الفنانين الشباب ينهل من ذلك التراث العريق ليكمل مسيرة الفن الأصيل .. فقد شارك في الحفل صوت جميل بأغنية (من أرشيف الفنان إبراهيم صقر) بعنوان (مين الغيرك مين مين) وهي من كلمات وألحان عاطف صقر وهو الفنان الشاب راكان اسكندر، الذي أطرب الجمهور بصوته العذب الرخيم.
وعن والده الفنان الكبير إبراهيم صقر تابع الأديب عاطف حديثه: مع قامة من قامات الفن الشعبي في سورية ورائد من رواده، غنّى للحب فأطرب، وللرثاء فأبكى، وللفرح فأفرح، قدم الفن الهادف، فكانت حوارية الأب والبنت، والجدة والحفيدة، غنى لأبطال الوطن فكان ألبوم الشيخ صالح العلي وأغاني حماة الديار وسهرة العسكر، غنى الحواريات والزجل والميجنا والعتابا وأبو الزلف والدلعونا والهوارة.. غنى للطيبين لعامة الناس، غرف من التراث فجدد وأجاد وأغنى التراث بعدد من إبداعاته المميزة .. فنان قدير نهل من حياة الناس وهمومهم وأفراحهم وأتراحهم وقدمها للناس لحناً وغناء بصوته المميز وبفطرته الشعبية الأصيلة التي لا تخطئ فأصبح علامة بارزة في تاريخ الفن الشعبي السوري، مع الفنان الكبير إبراهيم صقر كان موعد الجمهور الأميز والأكثر تفاعلاً وطرباً، مع باقة ذهبية من الأغاني التي قدمها الفنان إبراهيم صقر وهي:
دخيل الله ودخيلا، شفنا ع خدودك تفاح، دقه وشامة، الله يا زمان البرغل، لا تسألوني ليش دمعي جاري، بالإضافة إلى العتابا والميجنة.
ومسك الختام كان مع التراث السوري العريق الذي يعدّ روحاً متأصلة وماضياً عريقاً، قديماً قدم أبجدية أوغاريت وأغاني مواسم الغراس والحصاد والأعراس وأهازيجها ودبكاتها، هذا التكامل البديع هو سمة من سمات الشخصية السورية العريقة مبدعة الفن ومبدعة الجمال، تجسّد في فرقة سما للفنون الشعبية، التي قدمت لوحة من لوحات الفرح على أنغام أغنية من أرشيف الفنان إبراهيم (لا تسألوني ليش دمعي جاري) من كلماته وألحانه.
واللافت في الحفل كان الحضور الرائع وتجاوب الجمهور الكبير وتفاعله وحماسته على وقع الأغاني الطربية الساحلية المميزة التي أعادتنا إلى أصالة الأجداد وعراقة ماضينا الجميل.
هذا وحظيت الأمسية بتغطية إعلامية من المركز الإذاعي والتلفزيوني في اللاذقية، ومن إذاعة أمواج fm التي بثت فقرات من الأمسية على الهواء مباشر، إضافة إلى الفضائية السورية، وبتغطية عدد من وسائل الإعلام الخاصة.
ريم جبيلي