الوحدة 1-9-2022
وسط عجز الحلول والإجراءات المتخذة للتخفيف من وطأتها لاتزال أزمة المواصلات تتربع على عرش المعاناة اليومية التي يكابدها المواطن، والتي باتت حالة يومية يعيشها المواطنون على مدار الساعة جراء قلة عدد السرافيس التي تخدم منطقة الحفة وعدم التزام الكثير منها خاصة في الريف حتى غدت هاجساً يومياً للشريحة الأكبر من الموظفين وطلاب الجامعات، ليبقى المواطن يدور ضمن دوامة الفوز بمقعد ضمن وسيلة نقل تجنبه عناء الانتظار لوقت طويل والتكبد بتكاليف مادية إضافية. وخلال رصدنا لواقع النقل ضمن مدينة الحفة وريفها أكد جميع من التقيناهم أنهم يخرجون يومياً من منازلهم مثقلين بهموم كيفية الوصول إلى أماكن عملهم ومقصدهم، والتي باتت اليوم مهمة شاقة لاينجزها بوقت قصير إلا من حالفه الحظ خاصة في أوقات الذروة، وإلى الآن لاتزال مشكلة المواصلات حلولها غائبة نتيجة قلة كمية المخصصات المحددة للسرافيس من مادة المازوت وتسرب البعض منها وبيع المادة بالسوق السوداء وغلاء أسعار قطع الصيانة التي باتت دافعاً للكثير من السائقين للتهرب وعدم الالتزام بخطوط سيرهم وبيع مخصصاتهم وسط عجز جميع الإجراءات والقوانين المتخذة عن وضع حد لهذه المشكلة التي ترخي بظلالها على جميع المواطنين وكافة مناحي الحياة. وفي استطلاع أجرته جريدة الوحدة مع عدد من المواطنين وأصحاب السرافيس للوقوف على هذه المعاناة والحلول المقترحة للحد والتخفيف منها، أكد عدد من المواطنين من قرى بلدة صلنفة حول معاناتهم التي لاتنتهي مع وسائل النقل خاصة قرى بيرين والشيخ حسامو نتيجة عدم كفاية السرافيس التي تخدم محور الحفة صلنفة، فغالباً مايضطر أهالي هذه القرى خاصة طلاب الجامعات والموظفين لقصد مدينة الحفة ليتيسر لهم توفر وسيلة نقل (سرفيس) توصلهم إلى أماكن عملهم وجامعاتهم مما يحملهم أعباء وتكاليف مادية مضاعفة، مطالبين بضرورة رفد خط الحفة – صلنفة بباصات نقل داخلي تخفف الأعباء المادية عن أهالي قرى بلدة صلنفة، خاصة خلال فترة الموسم السياحي مشيرين إلى اضطرارهم في حالات كثيرة إلى دفع مبالغ كبيرة قد تصل تسعيرة الراكب الواحد لصلنفة ٤٠٠٠ – ٥٠٠٠ ليرة، حيث يقعون تحت وطأة جشع بعض السائقين نتيجة اضطرارهم لتطبيق سرافيس من خارج الخط وبأسعار مضاعفة حسب مزاجية السائقين. وهذا الحال لايختلف كثيراً عما يعانيه أيضاً المواطنون في قرية عرامو حيث بين باسم محمد وهو موظف قائلاً: غالباً ما أضطر إلى ارتياد أية وسيلة نقل سواء دراجة نارية أو أية سيارة خاصة أخرى لأصل مدينة الحفة ليتنسى لي الظفر بمقعد ضمن سرافيس الحفة لأصل إلى مكان عملي ضمن مدينة اللاذقية، مشيراً إلى أن القرية مخدمة فقط بأربعة سرافيس وهي غير كافية لتخديم محور الحفة – عرامو ، مضيفاً بأن أقصى طموح للموظف اليوم بعد خروجه من منزله أو مكان عمله هو الظفر بوسيلة نقل تجنبه عناء الانتظار لفترات طويلة. أما هديل علي طالبة جامعية فقد أشارت إلى أن أزمة المواصلات مشكلة حقيقية نعانيها يومياً قائلة أنها وبسبب دراستها غالباً ما تضطر للخروج من منزلها قبل ساعتين لتبدأ رحلتها في الانتظار على الطرق لتصل إلى محاضراتها وامتحاناتها في الوقت المحدد، لتعود وتدخل في ماراثون التدافع والتسابق للفوز بمقعد يقلها إلى وجهتها خاصة وقت الذروة. بينما المواطن رشيد السمر (مختار قرية الرطيلية) الذي أوضح بأن قريته مكونة من ٧٥ منزلاً غير مخدمة بأية وسيلة نقل، مبيناً معاناة الأهالي من هذه المشكلة خاصة مع اقتراب موعد افتتاح المدارس، لافتاً إلى أن هذه القرية تبعد عن مدينة الحفة حوالي ٧كيلو متر مطالباً بضروة تخديم القرية بسرفيس لتخفيف الأعباء على الموظفين وطلاب الجامعات والمدارس حيث أن أجرة أي سيارة إلى مدينة الحفة لاتقل عن عشرة آلاف ليرة وليس بمقدور الطلاب والموظفين أن يتحملوا هذه التكاليف والأعباء اليومية. وفي الجانب لأخر لايختلف لسان حال السائقين عن المواطنين وما يكابدوه من معاناة جراء قلة المخصصات وتكاليف الصيانة والإصلاح الباهظة حيث أكد السائق مازن فاضل مستنكراً اللوم الذي يقع دائماً على السائقين من قبل المواطنين وأصحاب القرار في قطاع النقل متناسين ما يدفعه السائق من تكاليف باهظة عند قصده المنطقة الصناعية التي تتنصل من أي مراقبة فالكل يبيع قطع الصيانة على هواه، مطالباً بضرورة تفعيل الرقابة على أصحاب المحلات فيها، قائلاً: إن كلفة تنزيل محرك السرفيس اليوم يتجاوز ثلاثة ملايين ليرة، وتبديل الإطارات ٨٠٠ ألف ، وسعر أقل بطارية اليوم ٤٠٠ألف، مشيراً إلى أن إصلاح أعطال الآليات باتت كابوساً يطارد السائقين في ظل هذا الغلاء الفاحش لقطع التبديل، مؤكداً على أن كل عطل نصادفه اليوم نضطر أحياناً لدفع كل ماجنيناه على مدار الشهر، و يشاركه الرأي السائق حكمت زريقة الذي طالب أيضاً بضرورة تفعيل الرقابة على أصحاب المحال والفعاليات التجارية ضمن المنطقة الصناعية لوضع حد للغلاء اليومي الذي يطرأ على كل قطعة، مطالباً أيضاً بضرورة زيادة مخصصات السرافيس العاملة على خط الحفة أسوة بباقي الخطوط كجبلة والقرداحة التي تحصل على كميات أكبر من مادة المازوت، حيث أكد على أن مخصصات سرافيس الحفة لاتتجاوز ٣٠ ليتراً يومياً وهي لاتكفي لأكثر من ثلاث رحلات، لافتاً إلى أن زيادة المخصصات ستنعكس إبجاباً على كل من المواطنين والسائقين أيضاً وستساهم في تخفيف الضغط على هذا الخط.
داليا حسن