الوحدة : 31-8-2022
حي الزراعة هو أحد أهم أحياء مدينة اللاذقية من حيث التنظيم العمراني وشبكات الطرق، وتُعد الزراعة قبلة هامة للتجارة وهي كثيفة جداً بأعداد المقاهي والكثاقة السكانية، وكل ذلك بسبب التصاقها المباشر بالجامعة وأبنية مدينتها المترامية، ومن الطبيعي جداً أن يكون هناك لمسة عناية رسمية تعطيها حقّها من الخدمات، لكن حديقة مشروع البعث التابعة للزراعة تقدّم وجبة معاكسة من حيث العناية والاهتمام، فقد بدأت تتحول إلى مكب للنفايات بأشكالها، علماً أنها تجاور عدداً من المؤسسات الحكومية الخدمية كمركز خدمة مشتركي الزراعة والسورية للتجارة، وهما عيون ساهرة على أوضاعها ورقابة دائمة بكافة الأحوال، فأبوابها الحديدية الكبيرة تستريح جانباً لتبقى مباحة للعبث بشكل دائم وأحوال النباشين هناك تنبئ بهذا،
ألعاب الأطفال داخلها ليست بأحسن حال، بعضها بحاجة إلى صيانة كاملة، أشجار زينتها تحوّلت إلى أدغال وتفاعلت بشدّة مع أعشاب طفيلية تندمج مع أكوام النفايات، والأهم من كل ذلك وجود محركات ديزل داخل حرم الحديقة، فإذا كان المعنيون بأمور الحدائق يعلمون بذلك فتلك مصيبة وإن كانوا لا يعلمون فالمصيبة كبيرة، نظراً لما تخلفه من تلوّث وأمراض تنفسية قاتلة، لذلك، فإن هذه الحديقة بحاجة إلى لمسات سحرية تُعيد الحياة إلى كيانها وتقدّم للناس والجوار وجبة جمال تريح النفوس والعيون في مدينة هي أحوج لتكون نظيفة ويليق بها الجمال.
سليمان حسين