الوحدة: 30- 8- 2022
مشهد يتكرر على الدوام تستباح فيه كرامة المواطن على طرقات التعب والإرهاق وقضاء الوقت بالساعات انتظاراً لرحمة السماء لا غير لتطعن إنسانيته في أبسط حقوقها حيث الكتل البشرية المنتشرة على الطرقات ومفارقها من البسيط وقراها إلى بللوران وزغرين ووادي قنديل ومشقيتا إلى أن تصل إلى اللاذقية، الأيدي تبقى مرفوعة ملوحة ” للغادي والبادي” أياً كان لسيارة عابرة، دراجة ، شاحنة،… ومن المستحيلات – التي تخطت السبعة – أن تحظى بسرفيس، وهذا المشهد لايختلف عنه كثيراً في كراجات الفاروس وقت العودة حيث الناس يتدافعون راكضين بمجرد أن يلمحوا سرفيساً دخل حيز الكراج ويكون الزير خاله، وبعد اللكم والدفع، من يقتنص مقعداً يتشاركه مع ثلاثة أو أربعة ركاب.
هذا واقع حال المواطن والقاسم المشترك لواقع النقل مدينة وريفاً في المحافظة، في غياب كامل لوسائط النقل ورغم كل الإجراءات المتخذة لضبط سير وتنظيم عملية النقل لم تلق حلاً.
كابوس لانهاية له….
كلما لاح بالأفق إجراء يخفف من وطأة أزمة النقل يثبت لاحقاً عدم جدواه لتتفاقم أزمة المواصلات في كل يوم أكثر من سابقه، ومع افتتاح المدارس تتجدد المعاناة وتزيد الطين بلة، حيث من المؤكد بأن غالبية السرافيس ستتعاقد مع مدارس ورياض أطفال ليتحول كابوس الانتظار إلى رعب حقيقي حيث تتكرر الشكوى من عدم التزام السرافيس بخط سيرهم وعدد النقلات المخصصة لهم، كما يتقاضى السائقون أجوراً زائدة وعلى هواهم، في الوقت الذي يكون فيه المواطن مضطراً للقبول ليصل إلى مقصده ذهاباً أو إياباً، فكثير ممن التقيناهم عبروا عن شدة استيائهم من الوضع حيث أكدوا أنهم في كثير من الأحيان وبعد ساعات انتظار طويلة على الطرقات ومفارقها من كسب للبسيط إلى بللورة وزغرين يضطرون للرجوع إلى بيوتهم مع استحالة إمكانية توفر أية واسطة نقل وإن أسعفهم الحظ ووصلوا للمدينة فإن وقت الرجوع تحسب له ألف حساب.
وللسائقين وجعهم ومبرراتهم
من جهتهم أشار بعض أصحاب السرافيس إلى عدم كفاية الكميات المخصصة لهم من المازوت والبالغة ٣٠ ليتراً للقيام بعدد الرحلات المحددة، وكما ذكر أحد السائقين بأن لهم معاناتهم المتمثلة بعدم تناسب الأجور مع غلاء أجور الصيانة وقطع الغيار وزيوت المحركات، وهم ليسوا بأحسن حال من المواطن لدرجة يفكر في بيع السرفيس خاصته لأنه وحسب ماذكر (كل هالشغلة خسارة بخسارة).
ولدى التواصل مع رئيس مركز الانطلاق المقدم بلال عيسى أشار إلى أن لجنة السير أقرت بفرز ١٥ سرفيس دائري شمالي على كراج الفاروس لسد النقص الحاصل في عدد السرافيس في كراج الفاروس والتخفيف من حدة الازدحام في وقت الذروة.
وأفادنا بأن عدد السرافيس التي تعمل على خط كسب بلغ ٢٩ سرفيساً تسرب منها ٦سرافيس فيما على خط البسيط يعمل ٤٩ سرفيساً تسرب منها ٩، وبللورة ٧ سرافيس مسجلة على الخط والذي يعمل منها ٣ سرافيس بينما أم الطيور يعمل ١٠ متسرب منها ٢ ليعمل على خط زغرين ٦ سرافيس لم يتسرب أي منها، ولفت المقدم عيسى إلى أنه يتم اتخاذ العقوبات اللازمة في حق من تسرب بتوقيف مخصصات المازوت وحجز مركبته مع فرض غرامات مالية.
بدوره مدير الشركة العامة للنقل الداخلي طارق عيسى أكد أنه وللحد من الازدحام الذي يحصل وقت الذروة وبالتنسيق مع مراكز الانطلاق وفي حال الإمكانية وضمن المتاح يتم تسيير باصات الشركة لإيصال المواطن إلى وجهته.
نجود سقور