أيقونات… على البطاقة الذكية

الوحدة 30-8-2022

بعد الاعتذار من أرواحكم يا من وضعتم أحوالكم بأمثال شعبية تشرح الوضع الراهن لحياتكم على زمانكم، ( كالعز للرّز والبرغل شنق حالو) ، فهذه المقولة الشعبية غيّر معانيها الوضع الاقتصادي، وقلب الموازين والمعتقدات ، فمادة الرّز المستوردة عبر البحار أصابها كغيرها من المواد بعض الاستقلابات السعرية واستقرّت عند حدود معيّنة بغضّ النظر عن جودتها وأساليب تغليفها، لكن ما حصل مع الأخ غير الشقيق للرز وهو البرغل يدعو للكثير من التساؤلات والخيبات، فهو ابن بيئتنا وسيّد سُفرنا منذ الأزل، وعليه الاتكال في كافة الأحوال، وقد دخل مؤخراً إلى حضن البدعة الذكية على حدّ زعم سفينة النجاة ( التجارة الداخلية وحماية المستهلك) ناشرة : أن هناك توجهاً لتأمين مواد جديدة لإضافتها عبر البطاقة الذكية وهي مادة البرغل التي ستٌباع بسعر مدعوم، وهناك سعي لتأمين البقوليات والتونة والسردين والمعكرونة، وقبل ذلك سعت نفس الجهة لطرح كميات من مادة السّكر بسعر الجملة، وهذا يعني بالمشهد العام تثبيت الأسعار (مؤقتاً) قبل أن تطاله الضغوط  وصعوبة عمليات الاستيراد في المستقبل المنظور، وبالتالي القضاء على آمال المستهلك الذي ينتظر قفزة نوعية للأسفل تُعيد الكثير من المواد المحلية إلى ظلّ الزمن الجميل، وتَعِد الكبير والصغير بتناول وجبات كثيرة متنوّعة من (مسامير الرُكب) المجدّرة والبرغل بحمّص أو مع البندورة وكذلك الكبّة (بالزيت والبصل) لأن الكثير لا يحبذونها مع الّلحمة هذه الفترة .. مع العلم أن بطاقتنا الصغيرة العائلية (حالياً) هي مخصّصة فقط لمادة الخبز شبه اليومي وأياماً كثيرة جداً فوق الشهر لجرّة الغاز، أمّا باقي أيقوناتها المدعومة فهي عبارة عن شكل بدون مضمون .. ننتظر ما هو متاح.

 

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار