قرية برنة .. البحث في التفاصيل لإيجاد الحلول

الوحدة : 26-8-2022

على طريق السياحة الأجمل، بين روابي وبيارات البرتقال الحزين وشقيقه الزيتون، تنادي قرية برنة على كتف الطريق الذي يتسلّل إلى ناحية عين البيضا، حيث نالت هذه القرية نصيبها من غضب الطبيعة وجُورها على ممتلكات المزارعين، غيّرت الكثير من المعالم وجغرافية الخضار اليانع هناك، مزّقت الزيتون المعمّر وعبثت بألوان الحمضيات النّضرة، وضعت الفلاحين الكادحين بموقف لا يُحسدون عليه، الهدوء الذي خيم عليهم بعد العاصفة وضعهم أمام امتحانات كثيرة، لكنهم آمنوا بالقضاء الموعود، وحمدوا الله كثيراً بمصيبة حلّت والناس نيام، وهذا الأمر كان كفيلاً بتقبّل ما لحق بهم وبأرزاقهم، نظراً لصعوبة الوصف بتلك النصف ساعة المجنونة .

كان للوحدة وِقفة مع السيد مالك الجردي أحد وجهاء القرية الجميلة، حيث تحدّث بلسان الجميع عن أحوال برنة ما بعد العاصفة إضافة للمعاناة التي فرضتها الظروف الحالية على واقع الري، مطالباً بحلّ بديل إسعافي عن هضبة عين البيضا، وكذلك زيادة الوصل الكهربائي ليتسنّى للمزارعين ري حقولهم بمجهود فردي عبر الآبار، مما اضطر الكثير لشراء صهاريج مياه الري لإنقاذ مزروعاتهم من الهلاك المُحدق، كما كانت هناك مطالبات عادلة بتوزيع المازوت الزراعي عبر الوحدة الإرشادية في نهر العرب ..

وعن الاستعدادات لموسم الزيتون أكد السيد الجردي وهو مالك لأحد أهم معاصر الزيتون بالمنطقة أن عمليات التحضير للإقلاع بالمعصرة تمرّ بمراحل آمنة عبر حلول أدوات الطاقة البديلة وتركيب ١٠٥ ألواح وهذا عبء كبير يضاف لمعاناتهم جرّاء ضعف التغذية الكهربائية ووقود المازوت لتشغيل محركات الديزل .. أمّا إدارياً فهناك حلقة يدور حولها أهالي برنة متمثّلة بتداخل غير منطقي من حيث توزّع التبعية الإدارية، فهم يتبعون لدوائر النفوس في عين البيضا وخدمياً يتبعون لبلدية قسمين، ومن خلال ذلك يطالبون بضبط هذه الحالة وتتبيعهم إمّا لكرسانا أو لعين البيضا، فهل يُعقل أن تكون مزرعة خرسبو والكاملية تابعتين لبلدية الشبطلية وبرنة وسطهم تابعة لقسمين، وما يثير الدهشة أن هناك أنبوب صرف صحّي يمتد من الكاملية مروراً ببرنة حتى مزرعة بيت الأدناوي وصولاً لمزرعة حرفوش وهذا الأنبوب تعرّض لعطل وملكيته متداخلة عبر بلدية الشبطلية وبلدية قسمين وكلاهما لا يعترفان بهذا الخط وهو يعاني الأمرّين منذ عدّة سنين بفيضان مخلفاته .. أمّا المعاناة المائية فتتجلى في مزرعة بيت عبود وقد تمّت المعالجة من خلال تأمين المياه عبر الصهاريج بعد جفاف آبارها، كما تضم قرية برنة عدّة مباقر تتعرّض هي الأخرى لعقبة تأمين الأعلاف، حيث وصلت الأمور إلى تطبيق مقولة أن البقر يأكل بعضه، أي أن الفلاح أصبح يبيع رؤوس الماشية لإطعام الأخرى، وبذلك يتم القضاء التدريجي القسري على هذه التربية (المكلفة) .. فهل يتم إنصاف أهالي برنة من خلال وضع حلول تتماشى وواقعهم الحياتي؟

 

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار