الوحدة 23-8-2022
في الوقت الذي تفاقمت به الأزمة المرورية، وازداد الازدحام البشري على وسائط النقل، خاصة السرافيس وما تعانيه من نقص حاد في الكميات المخصصة لها من الوقود، ظهر هناك شبح آخر ألا وهو ( التكسي العمومي ) التي تربعت على عرش الموقف لتأخذ مكان السرافيس وباصات النقل الداخلي معاً، ولتعود سيارات الأجرة إلى رونقها بعدما كانت شبه منسية.
من هنا أصبحنا نلاحظ ما يقوم به أصحاب سيارات الأجرة التي أخذت تقوم بعمل السرفيس، وقد أعادنا هذا المشهد إلى ثمانينيات القرن الماضي، هذا ما قاله السيد مهران – موظف منذ عشرين عاماً، وأضاف كانت تعمل التكسي (كسرفيس) من الشيخضاهر إلى المشفى الوطني وبالعكس.. أما اليوم فهي تعمل على الخطوط الخارجية وفي القرى مستغلة توقف بعض السرافيس عن العمل بسبب نقص مخصصاتها من مادة المازوت، معلنة بأنها سيدة الموقف، وأنها التي لا بديل عنها وقت الشدائد ..
و هناك من قال : إنها تبتز المواطن أحياناً، وتكون رحمة له أحيانا أخرى، والسؤال الذي يطرح نفسه كيف ذلك؟؟
السيد محمد أجاب: يتصيد صاحبو التكاسي الموقف عندما تنقطع السبل أمام المواطن العائد من عمله إلى منزله مما يضطره لجمع ( ٤ أو ٥ ) أشخاص بشرط من صاحبها وبالمبلغ الذي يريده، ألم يكن بهذا العمل قد حل بعض الرحمة على هذا المواطن عندما يلجأ مع بعض الأصدقاء أو أبناء ذات المنطقة لاستقلال تكسي جماعي بدلاً من أن يكون فردياً؟ حينها يدفع المواطن بمفرده الفاتورة كاملة، وقد تكون مؤلمة جداً مقارنة بما يتقاضاه من راتب شهري .. ناهيك عن الطلاب والموظفين الذين يضطرون أحياناً إلى ركوب تكسي أو يكونوا مجبرين على استقلالها.
وعن طريق الصدفة، استوقفت أحد أصحاب التكاسي وكان سؤالي له : لماذا لا ترحمون المواطن من زيادة الأجرة، وخاصة أنها تتزايد بسرعة مذهلة لتصبح أضعافاً مضاعفة.
فكان الجواب: لماذا لايرحمنا المواطن عندما نضطر لشراء ليتر البنزين بأضعاف سعره، وخاصة، أننا وقعنا في شرك خانق لمادة البنزين؟! نتمنى من الجهات المعنية زيادة مخصصاتنا وتخفيض سعر الليتر إلى حد معقول، أين الرحمة عند حدوث أي عطل مهما صغر حجمه قد يكلفنا الكثير وخاصة عند فقدان القطعة المعطوبة من السيارة ومحاولة الفني إصلاحها بطريقة أو بأخرى، أليس هناك من رقيب؟
سائقو التكاسي بين سندان المواطن ومطرقة المسؤول!
معينة أحمد جرعة