الوحدة 23-8-2022
ارتبطت هجرة بعض المستثمرين وأصحاب الفعاليات الاقتصادية السورية إلى مصر بظروف الأزمة التي أرخت بظلالها على مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية السورية، ومع اختلاف الأرقام التي تؤشر إلى حجم مساهمة الأنشطة التي قام بها السوريون في الاقتصاد المصري، فإن كل ما صدر عن تلك المؤشرات يجمع على أهمية ما قام به رجال أعمالنا على أرض الكنانة، ومع عودة الأمن والأمان إلى وطننا بعد اندحار الإرهاب وبفعل ارتباط السوري بأرضه، بدأ الحديث عن عودة الفعاليات الاقتصادية السورية الموجودة في مصر إلى سورية. * راغبون بالعودة وفي هذا السياق، قال المهندس فارس الشهابي، رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية في تصريح له بأن معظم الأرقام المعلنة عن الاستثمارات السورية في مصر غير دقيقة ومشكك بها و بأهدافها.. والواقع أن كثير من المستثمرين السوريين يفكرون جدياً بالعودة لإصلاح منشآتهم المتضررة في سورية وخاصة بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية في مصر، مطالباً بالإسراع بتبسيط الإجراءات أمام هؤلاء و تقديم كل التسهيلات الممكنة لهم لتحفيز عودة أكبر عدد ممكن منهم إلى الوطن، داعياً لتشميل المنشآت المتضررة التي تعود للراغبين بالعودة بقانون الاستثمار الجديد والعمل بروح الرعاية وتوفير الدعم الفعلي السريع للإنتاج والتصدير كوننا بحاجة ماسة لهم ولأموالهم لدعم اقتصادنا ولقمة عيش أبنائنا.. * و في رد من المهندس خلدون الموقع، رئيس رابطة الصناعيين السوريين في مصر على ماجاء في تصريح رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية قال لجريدة الوحدة: كلام المهندس فارس الشهابي بالعموم كلام إيجابي ويصب في موقفنا الذي كنا دوماً نعلنه. ولكني أتفق وأختلف معه في بعض التفاصيل، فقد أكد المهندس الشهابي في تصريحه ماكنا نكرره دوماً ومنذ أكثر من 4 سنوات عبر الإعلام المقروء والمسموع والقنوات السورية بأن مشكلة عودة الصناعيين السوريين من مصر يبدأ حلها من سورية، وأن الحكمة والمنطق تقتضيان العمل على جذب أموالهم للمساهمة في إعادة القيام بالصناعة السورية. أما الأرقام التي أوردناها أو نوردها فيما تعني السوريين بمصر، فهي تستند إلى تقاطع معطيات أساسها التواجد المتواصل والمباشر والتواصل اليومي مع مختلف الصناعيين السوريين في مصر والجهات المعنية بمصر، ولا يوجد لنا أهداف من ورائها إلا عرض الحقائق. أما عن ملف عودة الصناعيين السوريين من مصر فقال م. الموقع أنه يستدعي الأخذ بعين الاعتبار جملة أمور منها: أولاً: نحن نتمنى لمصر كما نتمنى لسورية كل الخير والخروج السالم من أي أزمة تحل بهما. ثانياً: سبق وقلت أنه في ظل ما وصل إليه السوريون بمصر من الفائض المالي والاستثماري، فيجب أن يتم تناول ملف عودتهم (بمعنى إعادة تدوير مصانعهم في سورية) كمشروع وطني يبدأ بتأسيس لجنة مشتركة له يتمثل فيها صاحب قرار في سورية لجنة تتفهم وتتابع المتغيرات الاجتماعية والاستثمارية للسوريين بمصر وتستطيع استيعاب الأحداث الطارئة، الإيجابية منها فتستخدمها والسلبية فتعالجها، تصنع الظروف ولا تنتظرها. وتكون الإطار والآلية لإسقاط أي مقترح من الحالة الإعلامية إلى الحالة التنفيذية، حيث لا يكفي أن نوصف الحالة بل يجب وضع المعالجة وآليتها. واختتم م.الموقع حديثه بالقول: إن رغبة العودة للسوريين هي حقيقة منذ اليوم الأول لمغادرتهم، قائمة على الانتماء والمحبة والولاء وذكرياتهم التي مازالت حاضرة أمام الجيل الأول منهم، ولكنها ستتفاقم بالتأكيد مع الأجيال اللاحقة التي ستدخل ضمن مساحة الاغتراب إذا لم يُبادر بتواصل حقيقي وعاجل.
نعمان أصلان