وجهة نظر لـ د . موفق أبو طوق.. حول هموم وتطلعات أدب الأطفال

الوحدة:22-8-2022

حول أدب الأطفال ومكانته ودوره الجوهري في المنظومة الفكرية والمعرفية والتربوية للطفل ، قدم الأديب د . موفق أبو طوق دراسة موضوعية وشاملة لخص فيها هموم وتطلعات هذا النوع من الأدب وذلك من خلال سرده لأهم الصعوبات والعوائق التي تقف حائلة دون انتشار أدب الأطفال كوسيلة معرفية وتربوية هامة . وفيما يلي نوجز أهم ما جاء في هذه الدراسة: بداية رأى الكاتب أن أدب الأطفال لم يتبوأ بعد مكانته اللائقة ، ولعل السبب يعود إلى أن الشعراء والقصاصين السوريين ليسوا مهتمين بهذا الجنس الأدبي اهتماماً كافياً ، أو أنهم لا يجدون التشجيع الحقيقي الذي يدفعهم إلى ممارسة إبداعهم الموجّه للطفل … وأكد د. أبو طوق أن آثار غياب هذا الاهتمام على تكوين الطفل ، هي آثار سلبية من دون شك. فالثقافة ضرورية جداً لطفلنا العربي ، وأدب الأطفال هو المعْبرَ الذي يتيح للطفل الوصول إلى الحقيقة ، ومعرفة ما يجري حوله من أحداث ووقائع ، ويسهم أيضاً في ترسيخ القيم والمبادئ اللتين يرتكز عليهما مجتمعه ووطنه.. ووجه الكاتب دعوة لكي نفتح ملف الأطفال ، و لننظر كم نحن مقصرون إزاء أطفالنا وثقافتهم !! وركز د. أبو طوق على دور جمعية أدب الأطفال التابعة لاتحاد الكتاب العرب في سورية ، الجمعية الرسمية الوحيدة في القطر التي تعنى بأدب الأطفال .. لكنها للأسف لم تلق الدعم الكافي ولا المشاركة من أي جهة رسمية لتأخذ مكانتها الفاعلة للارتقاء بهذا النوع من الأدب !! .. وفي هذا الصدد قال الكاتب : ” لا بد من القناعة قبل أي تخطيط مسبق ، وأنا أتصور أن وزارة الثقافة ، ووزارة التربية ، ووزارة الإعلام ، ومؤسسة الكتب المدرسية ، و بعض المنظمات الشعبية و النقابية … هي في مقدمة الهيئات الاعتبارية ، التي يمكن أن يكون لها دور كبير في تفعيل أدب الأطفال ، وتشجيع المبدعين في هذا المجال، بل توفير المناخ لإسهاماتهم .. ، والمسؤولية تقع على عاتق الجميع من دون استثناء ” . ورأى الكاتب أنه وعلى الرغم من التطور الملحوظ في مستوى الكتابة الطفليّة ، وعلى الرغم من ازدياد عدد الأدباء الذين باتوا شبه متخصصين بهذا النوع من الكتابة .. فإن موقع أدب الأطفال مازال مهتزاً وتشجيع روّاده لم يرتق بعد إلى الحدّ المطلوب . مشيراً إلى أن المشكلة تكمن في أن دور النشر تتعامل مع الأسماء اللامعة ، أكثر من تعاملها مع الإبداع الذي يرتبط بأسس وقواعد خاصة بالأدب الطفلي .. وهذه الأسماء اللامعة هي أسماء لأدباء معروفين يكتبون للكبار ، فيمسي الطفل ضحّية لاختباراتهم ، وحقلاً يمارسون فيه تجاربهم الأدبية واللغوية ، إذ أن أدباءنا يتصورون أنهم ماداموا يبدعون في كتاباتهم للكبار ، فإنهم قادرون على الإبداع في مجال الكتابة للصغار ، وهذا هو الخطأ بعينه ! وطالب د. أبو طوق هؤلاء الكتاب بأن يرفعوا أيديهم عن ذلك الجنس الأدبي ، الموغل في عالم الشفافية ، المتجذر في تربة الرقة والحساسية ، فطفلنا لم يعد يحتمل تجربة من هنا ، وتجربة من هناك ، وبخاصة أنه يعيش ( عولمة) حقيقية تقتحم حواسه ومشاعره وعواطفه ، إنه يتعرض لغزو ثقافي منظم يأتيه من كل حدب وصوب ، وعبر وسائل الإعلام المتنوعة، مرئية كانت أم مسموعة أم مقروءة .. ولا يمكن صدّ هذه المؤثرات ، والوقوف في وجهها ، إلا بما هو أقوى منها ، من خلال مشاريع إعلامية وثقافية تتفوق عليها فناً وأسلوباً وعرضاً ومضموناً ، مشاريع تحتضن إبداعاً طفلياً راقياً ، وبرامج إذاعية وتلفازية متميزة . ولن يتحقق هذا – حسب رأي الكاتب – إلا بدعم أدب الأطفال عندنا . و في ختام دراسته، تطرق د. أبو طوق إلى مشكلة عزوف الأطفال عن القراءة ، وابتعادهم عن المطالعات الحرة للقصة والشعر الخاصيّن بهم ، وبخاصة في هذا الزمن الذي طغت فيه التقنيات الحديثة … وهذه المشكلة – حسب رأيه – لن تحلها فقط جودة الكتاب ، ولا أناقة طباعته ، ولا جاذبية غلافه … لذلك أكد على أننا بحاجة إلى إعادة تأهيل في قضية ( القراءة ) حصراً ، ، إذ علينا أن نعيد ترتيب بيتنا الثقافي من الداخل ، وأن نعيد النظر في بعض القضايا التربوية ، وأن نبدأ من جديد بمشروع يشجّع الطفل على القراءة ، وبتأثير من البيئة التي تحيط به ، مدرسة كانت أم أسرة أم مجتمعاً بكامله ! وهذا يحتاج إلى إعداد شامل وتخطيط كامل يتناول كل صغيرة وكبيرة في قضايانا الثقافية

 فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار