قرية اليابسة في ريف القرداحة تناشد المعنيين بعض الاهتمام

الوحدة :15-8-2022

لكل من اسمه نصيب، ربما أخذت قرية اليابسة في ريف القرداحة والتي تبعد عنها ١١ كم نصيبها من اسمها وجنى عليها، حتى باتت كل الخدمات فيها معدومة بلا نبض أو روح وبات اليباس عنوانها، وقد بدأ الأهالي فيها يغادرونها بحثاً عن بعض الخدمات التي ترتقي بإنسانيتهم وحياتهم حيث لا ماء، لا مواصلات، لا طرقات جيدة، و لا خدمات ملموسة للبلدية، بالمختصر لاشيئ فيها يدفع أهلها للتمسك بالبقاء فيها رغم مطالبتهم المستمرة ولأعوام طويلة سابقة بتحسين واقعها المر.

أهالي القرية الذين طالبوا ببث شكواهم عبر منبر ” الوحدة ” وأكدوا بأن قريتهم تشبه ضيعة ضايعة… وبداية الحديث كانت عن الطرقات المؤدية للقرية وضمنها، فأغلبها محفر وبحاجة ماسة لتعزيل جوانبها وقد امتدت الأعشاب الشائكة لمنتصفها وهي أصلاً ضيقة، مؤكدين أنه منذ أكثر من ١٥ عاماً لم يتم إجراء أية صيانة وخاصة بين قريتي القطلبة واليابسة، وأضافوا أنهم يعانون الويلات في تأمين المواصلات إلى القرية حيث لم يخصص أي سرفيس لتخديم الأهالي بما فيهم الطلاب والموظفين والعساكر وتركوا العنان لأصحاب السيارات الخاصة يتحكمون بهم كما يشاؤون دون أي رادع وقد وصلت أجور السيارة من القرية إلى القرداحة ٢٠ ألف ليرة سورية، وبنفس السياق يعاني أولياء طلاب الثانوية من دفع أجور باهظة لإيصال أبنائهم إلى الثانوية في قرية أخرى تبعد عنهم ٤ كم بحيث يدفع كل طالب مبلغ ٤٥ ألف ليرة شهرياً للسيارة لإيصاله إلى المدرسة هذا في العام الماضي وأكيد سترتفع كثيراً في هذا العام بعد ارتفاع أسعار البنزين، ولكم أن تتساءلوا ماذا يفعل الأهل الذين لديهم أكثر من ابن في الثانوية وكم يتكلفون أجور نقل للمواصلات فقط؟ أما الماء فحدث ولا حرج، حيث يتم تحويلها لهم كل يوم سبت من بئر بسين ولفترة محدودة وقليلة جداً وقد تخضع لمزاج الموظف المسؤول والحجة الدائمة أنه لايوجد كهرباء ليتم ضخ الماء على الخزانات ومن ثم إلى القرية متسائلين هل تكفي نصف ساعة لكل القرية؟ هذا إذا وصلت حيث الكهرباء ضعيفة جداً والتقنين على أعلى المستويات. ومن حيث خدمات البلدية أكد الأهالي أن قرية اليابسة شبه منسية من البلدية حيث تتبع القرية لبلدية بسين مؤكدين أن ترحيل القمامة يتم في فترات متباعدة جداً قد تفوق الشهرين أحياناً والحجة أنه لايوجد مازوت لترحيل القمامة متسائلين كيف ترحل قمامة القرى الأخرى بشكل دوري ونظامي بينما في اليابسة لا يوجد؟ وهذا ما أدى إلى تراكم القمامة أمام المنازل وعلى الطرقات بشكل ضار للبيئة ومشوه للطبيعة والنظر وزاد من الحشرات والبعوض إضافة للروائح الكريهة الصادرة عنها وتلوث النبع الوحيد في القرية بالصرف الصحي وأيضاً نتيجة تراكم القمامة والنفايات بجواره وخاصة بعد أن تم نقل بعض الحاويات من قبل البلدية وأخذها إلى أماكن أخرى. إضافة إلى شكاوى عديدة ومطالبات بتقديم الخدمات لمدرسة القرية الابتدائية وتمديد المياه إليها وصيانة ساحة المدرسة المهملة والمحفرة والتي تؤدي إلى وقوع الأطفال بشكل دائم وتسبب الأذيات لهم. أما عن الزراعة في القرية فهي شبه ميتة وقد كانت سابقاً تشتهر بجودة تبغها على مستوى محافظة اللاذقية بينما في الوقت الحالي فقد أصبح مدعاة للحزن بسبب غلاء الأسمدة وعدم توفر الماء للسقي واعتمادهم فقط على ماء الأمطار. نقلنا هموم أهالي قرية اليابسة مغلفة بالعتب إلى السيد حكمت محمد رئيس بلدية بسين والذي أجاب في مبتدأ كلامه بأن العين بصيرة واليد قصيرة، مشيراً إلى إمكانيات البلدية المحدودة وأن غالبية الخدمات التي أشار الأهالي إليها وطالبوا بتأمينها خارج نطاق عمل البلدية فصيانة الطرق للخدمات الفنية، وصيانة المدرسة تقوم بها مديرية التربية، أما تأمين المياه بشكل منتظم فيقع على عاتق مؤسسة المياه، مشيراً إلى أن صيانة الطريق تكلف نحو مئة مليون ليرة لاتملك البلدية منها شيئاً فموازنتها لا تتجاوز ١٠ ملايين ليرة توزع على قرى البلدية، وقد تم تخديم القريةخلال السنوات السابقة بالصرف الصحي، وتم التواصل مع الخدمات الفنية مراراً وتكراراً لإمكانية إرسال آلية لتعزيل كل طرقات البلدية، وفيما يخص ترحيل القمامة أشار إلى أن سيارة ترحيل القمامة كانت معطلة وتمت صيانتها مؤخراً، واعداً الأهالي بأنه سيقوم بترحيل القمامة مرة واحدة كل أسبوع، لافتاً إلى أن اليابسة تبعد عن البلدية مسافة ٧ كم ، وأنه بالنسبة لصعوبة المواصلات سيقوم مباشرة برفع كتاب للمحافظة ووضعهم في صورة معاناة أهل القرية والعمل على تأمين سرفيس لتخديمهم وإنهاء معاناتهم ضمن الإمكانيات المتاحة. وفي النهاية لنا قول : هذا حال وضع إحدى قرانا الجبلية المهملة والتي بدلاً من أن نتغنى بجمالها وطبيعتها واستقرار أهلها فيها نسلط الضوء على معاناتهم لغياب أبسط حقوقهم وإهمال كافة الخدمات التي يجب أن تقدم لهم داعين السادة المعنيين في محافظتنا من منبرنا توزيع كافة الخدمات بالتساوي على كافة القرى وعدم تركيز اهتمامهم على قرى بعينها لاعتبارات بات يعرفها الجميع.

سناء ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار